عنوان الكتاب: عجز الميت

العَبْدِ؛ لأَنَّ الْعَبْدَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْعُبُودِيَّةِ لَوَجَدْنَا أَنَّهَا كَمَالُ اِنْقِيَادٍ وَامْتِثالٍ وطاعةٍ لأَوَامِرِ اللهِ عزّ وجلّ فَالعَبْدُ عَلَى هَذَا هُوَ المُنْقَادُ وَالْمُمْتَثِلُ وَالطَّائِعُ لأَوَامِرِ اللهِ ، فَلا اِخْتِيارَ لَهُ فِيمَا فَرَضَ اللهُ عزَّ وجلَّ ولا رَأْيَ يُبْدِيهِ ولا اِقْتِرَاحَ يُقَدِّمُهُ فَهُوَ مَقْهُورٌ تَحْتَ سُلْطَانِ الرُّبُوبِيَّةِ ووَظِيْفَتُهُ الاِمْتِثالُ لِلأَمْرِ.

ولَكِنْ مَعَ الأَسَفِ الشَّدِيدِ لَو أَلْقَيْنَا نَظْرَةً عَلَى أَحْوالِنَا وعَلَى أَعْمالِنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ لَوَجَدْنَا أَنَّ أَكْثَرَنَا إِنْ لَمْ يَكُنِ الكُلُّ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبِّي قَدْ نَزَعَ عَنْ نَفْسِهِ وِسَامَ العُبُودِيَّةِ للهِ تعالَى وصارَ يَتَصَرَّفُ تَصَرُّفَ المُتَحَرِّرِيْنَ مِنْ عُبُودِيَّتِهِ فَمَا عَادَ يَضْبِطُهُ ضَابِطٌ ولا عَادَ يَرْدَعُهُ رَادِعٌ مِنْ دِيْنٍ وَلا حَيَاءٍ بَلْ تَرَاهُ مُتَطاوِلاً عَلَى سَيِّدِهِ ومَوْلاهُ مُسْتَغْرِقًا فِي مُخَالَفَةِ مَا أَمَرَهُ بِهِ وَارْتِكابِ مَا نَهاهُ عَنْهُ فَصارَ فِي حقِيْقتِهِ عَبْدًا لِشَهْوَتِهِ وهَوَاهُ لاهِثًا وَرَاءَ الْفانِيَاتِ وَالتُّرَّهَاتِ مُنْشَغِلاً بِالدَّنَايَا وَالخَبائِثِ وقَدْ دَعَاهُ اللهُ إِلَى الطَّيِّباتِ وَالنَّفائِسِ ولَكِنْ هَذِهِ عُقُوبَةُ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ عِبادَةِ اللهِ وآثَرَ التَّخَلِّي عَنْ طاعَتِهِ أَنْ يَصِيْرَ عَبْدًا رَقِيْقًا ذَلِيْلاً مُحْتَقِرًا لِشَهْوَتِهِ وهَوَاهُ أَوْ لِعَبْدٍ فِي الْعُبُودِيَّةِ ساوَاهُ فَمَنْ




إنتقل إلى

عدد الصفحات

24