عنوان الكتاب: عجز الميت

أَعْمَالَ رَجُلٍ يَظُنُّ أَنَّهُ لا يَمُوتُ ويَجْمَعُ جَمْعَ رَجُلٍ يَرْجُو الْخُلُودَ ولَكِنْ هَيْهَاتَ هَيهاتَ ! فَالمَوتُ لا بُدَّ مِنْهُ وَالرَّحِيْلُ عَنْ هَذِهِ الدُّنيا مُحْتَمٌّ وإِذَا كانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ فَلَيْسَ الهَمُّ اَلدُّنيا ولَيْسَ الهَمُّ اَلشَّهَادَاتُ العَصْرِيَّةُ وَالارْتِقاءُ الدُّنْيَوِيُّ ولا كَسْبُ الأَمْوالِ وجَمْعُهَا وادِّخارُها إِنَّمَا الآخِرَةُ هِيَ الْهَمُّ إِنَّمَا النَّجاةُ يَومَ الْجَمْعِ الأَكْبَرِ هِيَ الهَمُّ إِنَّمَا عُبُورُ الصِّراطِ وتَجَاوُزُ النِّيرَانِ ودُخُولُ الجِنَانِ هُوَ الهَمُّ وقَدْ قالَ الله تعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ [المؤمنون: ٢٣/١١٥].

واعْلَمُوا أَنَّ اللهَ خَلَقَ الإنسانَ لِعِبادَتِهِ فَإِنْ لَمْ يُحْرِزِ النَّجَاحَ فِي مَقْصَدِ حَيَاتِهِ وبَارَزَ اللهَ بِالذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي وجاءَ يَومَ الْقِيامَةِ بِأَحْمَالٍ وأَوْقَارٍ مِنَ الْخَطَايا وَالآثامِ فَلا يَنْفَعُهُ مَالٌ ولا بَنُونَ ولا تُنَجِّيْهِ الأَسْلِحَةُ والمَنَاصِبُ والمَصَانِعُ والوِزَارَاتُ والفُنُونُ يَومَ لا عَاصِمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلاّ مَنْ رَحِمَهُ ولا مُنَجِّي مِنْ عَذابِهِ وعِقَابِهِ إِلاّ مَنْ رَحِمَهُ.

فَانْظُرُوا وتَفَكَّرُوا أَيُّها الكاشِفُونَ عَنْ عُيُوبِ النّاسِ والمُضَيِّعُونَ لِحُقُوْقِهِمْ كَيْفَ يَكُونُ حَالُكُمْ لَو سَخِطَ اللهُ عَزَّ




إنتقل إلى

عدد الصفحات

24