عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

إنّكَ لا تعودُ فيه؟ فخرَج من الماء فزِعًا، وهو يقول: لا أَعصي اللهَ، فأتَى جَبَلاً فيه اثنا عَشَرَ رَجلاً يعبُدون اللهَ عزّ وجلّ، فلم يَزَل معهم حتّى قَحَطَ مَوضعُهم فنَـزَلوا يطلُبون الكَلأََ فمَرّوا على ذلك النهر، فقال لهم الرجلُ: أمّا أنا فلستُ بذاهب معكم قالوا: لِم؟ قال: لأنّ ثَمّ من قد اطّلع منّي على خطيئة، فأنا أستحيي منه أن يراني، فترَكوه ومَضَوا فناداهم النهرُ: يا أيّها العباد ما فعل صاحبُكم ؟ قالوا: زَعَمَ أنّ له هاهنا من قد اطّلع منه على خطيئة فهو يَستَحيي منه أن يراه، قال: يا سبحان الله! إنّ أحدكم يغضَب على وَلَده أو على بعض قَُراباته، فإذا تاب ورجَع إلى ما يُحِبُّ أحبّه ، وإنّ صاحبَكم قد تاب ورجع إلى ما أُحِبُّ ، فأنا أُحبُّه فأتُوه فأخبِروه واعبُدوا اللهَ على شاطئي، فأخبَروه فجاء معهم فأقاموا يعبدون اللهَ زمانًا ، ثُمّ إنّ صاحبَ الفاحشة تُوُفِّي، فناداهم النهرُ: يا أيّها العباد والعبيد الزُّهّاد! غَسِّلوه من مائي، وادفِنُوه على شاطئي حتَّى يُبْعَثَ يوم القيامة من قُربي، ففعلوا ذلك به، وقالوا: نَبِيتُ ليلتَنا هذه على قبره نَبكي، فإذا أصبحنا سِرْنا، فباتُوا على قبره يبكون، فلمَّا جاء وجهُ السَّحَر غَشِيَهُم النُّعاسُ ، فأصبَحوا وقد أنبت اللهَُ على قبره




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269