عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

اثنتَي عشَرةَ سَرْوَةً، وكان أوّل سَرْوٍ أنبته اللهَُ عزّ وجلّ على وجه الأرض، فقالوا: ما أنبت اللهُ هذا الشجر في هذا المكان إلاَّ وقد أَحَبَّ اللهُ عبادتَنا فيه، فأقاموا يعبُدون اللهَ عزَّ وجلَّ على قبره، كلَّما مات رجلٌ دَفَنوه إلى جانبه، فماتوا بأجمعهم([1]).

أيّها المسلمون: إنّ الله سبحانه وتعالى ذو رحمة واسعة، ذو رحمة خاصَّة بالمؤمنين، وإذا تاب العبدُ من ذنوبه توبةً صادقةً فإنّ الله تعالى يقبَل توبتَه ويرضَى عنه ويُعَظِّم أجْرَه ويجازيه على ما فَعَل من الخير، ولكن اعلموا أيّها المؤمنون أنَّ من يرتكب الذنوبَ ثُمَّ يتوب عن فعلها، ثُمَّ يُكرِّر ذلك باستمرار فينبغي بل ويتأكَّد عليه أن يَحذَر من أن يَقنَطَ من رحمة الله أو يَيْأَسَ من رَوحِه بل يرجو رحمةَ الله ويخاف من مكره، ويتوب من ذنوبه توبةً صادقةً مستوفيةً لشُروطها وأركانها وذلك بالنَّدَم على ما فات والإقلاع عن الذنب والعَزْم على أن لا يرجِع إليه في المستقبل، فمن فعل هذا فقد قبِل اللهُ عزّ وجلّ توبتَه، كما قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم:



 

([1]) ذكره الإمام موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد في "كتاب التوابين"، ذكر التوابين من آحاد الأمم الماضية، توبة صاحب فاحشة، صـ٩٠-٩١.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269