عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

 

أيّها المسلم: فيَجِب عليك أَن تَتوب إلى الله تعالى من الذُّنوب مُستَغفِرًا، عازمًا على أن لا تَعود إلى المعْصِيَة، فلا تُحَدِّثْ نفسك بتَهوِيساتِ البَطّالين ولا تَترُك التزَوُّد للآخرة ولا تَفتُر وعاهِد من اليوم إصلاحَ نَفسِك والتَزِمْ بالامتثال لأوامر الله والاجْتِنابِ عن السّيِّئاتِ، واحذَرْ أن يُثبِّط الشيطانُ عن عملِ الصّالحات ويَصُدَّ عن الارتباط بالبِيئَة المتدَيِّنة قائلاً: إنّ مُدّة الحياة طويلةٌ، فإنّ هذه مَكِيدةٌ يُروِّجها على الإنسان للإغواءِ دائمًا ؛ لأنّه يُرِيد أَن يأخُذ معه بني آدمَ كلَّهم إلى جهنّمَ وبِئسَ المصيرِ فاحذَر من مكائده ؛ لأنّ العُمُر قصيرٌ، والباقي منه هو اليسيرُ، وكُلّ جُزءٍ منه جوهرَةٌ نَفيسةٌ لا عَدْلَ لها ولا خَلْفَ منها، وإن اقترَفْتَ الذنوبَ فيَجِب عليك الإقلاعُ عنها في الحال والنّدمُ على ما فعَلتَ، والعزمُ أن لا تعود إلى مثلها أبدًا فهذه الثّلاثة هي أركانُ التّوبةِ لا تَصِحّ إلاّ بها. ولكنّ التّوبة لا تَصِحّ من الفرائضِ الّتي يَجِب قضاؤُها حتّى تَقضِيَها، ولا تَصحّ التّوبة من المظالم حتّى تَستحِلَّ أصحابهم أو تُؤدِّيَ حقوقَهم، فإن لم تَقدِر على طلبهم ولا على طلبِ وَرَثَتِهم فلا يبقَى لك طريـقٌ إلاّ أن تُـكـثِـرَ مـن الحسنـاتِ والصـدَقـاتِ. ويَـنبـغـي أن تَتَـأهّـبَ

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269