عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

تعالى: يُكرَه الرَّمزُ بالصّلاة والتّرَضِّي بالكتابةِ، بل يُكتَبُ ذلك كلُّه بكمالِه([1]).

عن عبد الرحمنِ بنِ عوفٍ رضي الله تعالى عنه قال: إنّي لَواقِفٌ في الصَّفِّ يومَ بدرٍ فنظَرتُ عن يميني وعن شِمالي فإذا أنا بين غلامينِ من الأنصارِ حديثةٍ أسنانُهما فتمَنَّيتُ أن أكونَ بين أَضْلَعَ منهما فَغَمَزَني أحدُهما سِرًّا من صاحبه فقال: يا عَمِّ هل تَعرِفُ أبا جهلٍ؟ قلتُ: نعم. وما حاجتُك إليه؟ يا ابنَ أخي قال: أُخبِرتُ أنّه يَسُبُّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم، وَالّذي نفسي بيده لَئِن رأَيتُه لا يُفارِقُ سَوادي سَوادَه حتّى يَموتَ الأعجَلُ منّا، قال: وغَمَزَني الآخرُ سِرًّا من صاحبه فقال مثلَها، فتعجَّبتُ لذلك قال: فلَم أَنشَبْ أن نَظَرتُ إلى أبي جهلٍ يَجولُ في النّاسِ وهو يَرتَجِزُ:

 

ما تَنقِمُ الحربُ العَوانُ منِّي

بازِلُ عامَينِ حَديثٌ سِنِّي

لِمثلِ هذا وَلَدَتْنِي أُمّي

 



 

([1]) "حاشية الطحطاوي" على "الدر المختار"، ١/٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269