عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

فقلتُ: ألا تَرَيانِ ؟ هذا صاحبُكما الَّذي تَسأَلانِ عنه فَابتَدَراهُ بسَيفَيْهما فَضَرَباهُ حتّى بَرَدَ وانصَرَفا إلى رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم فأَخبَراه فقال: «أيُّكما قَتَلَه ؟» فقال كلُّ واحدٍ منهما: أنا قَتَلتُه، قال: «مَسَحْتُما سَيْفَيكما» قالا: لا! فنَظَرَ رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم إلى السَّيفَيْنِ، فقال: «كِلاكُما قَتَلَه»([1]).

 

أيّها المسلمون: إنّ فرعونَ هذه الأمّةِ أبو جهلٍ وهو كان قائدَ قريشٍ وعدوًّا للهِ ورسولهِ فقد كان قتَله غلامان وكان اسمُ أحدهما مُعاذٌ والآخَرُ مُعَوِّذٌ رضي الله عنهما ومُلِئَتْ نفسُهما بالإيمان وبمحبَّة الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم. قال مُعاذٌ رضي الله عنه: سَمِعتُ القومَ وأبو جهلٍ في مثلِ الْحَرَجَةِ وهم يقولون: أبو الْحَكَمِ لا يُخلَصُ إليه، قال: فلما سَمِعتُها جَعَلتُه من شَأْني فصَمَدْتُ نَحوَهُ فلمّا أَمكَنَني حَمَلْتُ عليه ، فَضَرَبتُه ضَرْبَةً أَطَنَّتْ قدَمَه بنصفِ ساقِه ، فوالله ما شَبَّهتُها حينَ طاحَت إلاّ بِالنَّواةِ تَطيحُ من تحتِ مِرضَخَةِ النَّوَى حين يُضرَبُ بها قال:



 

([1]) أخرجه البخاري في "صحيحه"، ٢/٣٥٦، (٣١٤١)، ومسلم في "صحيحه"، صـ٩٦٢، ومحمد بن يوسف الشامي في"سبل الهدى والرشاد"، ٤/٥٠.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269