[٧] عن سيّدنا مُستَوردٍ رضي الله تعالى عنه: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «والله ما الدنيا في الآخرة إلاّ مثل ما يَجعَل أحدكم إصبعه هذه» وأشار يحيى بالسَّبَّابة «في اليَمِّ فليَنظُر بِمَ تَرجِع ؟»[1].
قال الشيخ أحمد يار خان: إنّ الدنيا بالنسبة إلى ذاتِها قليلةٌ، وأمّا بالنسبة إلى الآخرة فلا قَدْرَ لها ولا خَطَرَ، وإنّما وقَع ذكرُها على سبيل التمثيل والتّقريب وإلاّ فلا نسبةَ بين الْمُتناهي وبين ما لا يَتناهَى، والحاصل: أنّ الدنيا كالماء الذي يَعلَق في الأُصْبُع من البحر، والآخرةُ كسائر البحر. واعلموا أنّ العاقِل لا يَشغُل عن ذكر الآخرة، ويُريد حَرْث الآخرة في الدنيا، وأمّا الغافل فلا يَحمِله على العبادات والطّاعات إلاّ مُراءاةُ الناس، ولا يَخْلُو عمَل العاقل من الثواب، فإنّ أكله وشُربه ونَومه واستِيقاظه وحياته ومَماته
[1] أخرجه مسلم في "صحيحه"، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة، صـ١٥٢٩، (٢٨٥٨).