عنوان الكتاب: صفقة قصر الجنة

وقال تعالى في مَقامٍ آخَرَ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ﴾ [فاطر: ٣٥/٥].

أيّها المسلمون: تَفكَّروا في حياتكم وتأمَّلوا في كثرة تَقصيركم عن القيام بحقوق الله تعالى، كيف تَحرِصون على الدنيا وتُشمِّرون لِعمارتِها وتَقطَعون الليالي والأنهار بالتَّفكُّر في إصلاحها ؟ كيف تُسَوِّفون في العمل لها ؟ كيف تَنكَبّون عليها وتَقطَعون الأيّام لِمَحَبَّتها ؟ كيف بكم عند الصِّراط والميزان؟ تَفكَّروا في سَلَفكم قبلَ تَلفكم، أين الأَقرانُ والإخوانُ ؟ أين مَن شَيَّد الإيوان ؟ والله رَحَلوا عن الأوطان ومُزِّقَتْ في اللُّحود تلك الأكفانُ، وتَقَلَّبَتْ بهم الأحوال، وشُغِلوا عن الأولاد والأموال ونَسِيَهم أحبابُهم بعد ليالٍ، عانَقوا التُّراب وفارَقوا الأموال، أين الذين كَنَزوا الكُنوز وجَمَعوا وثَمِلوا من الشّهَوات وشَبِعوا وأَمَلوا البقاء ؟ وما فعَل الله بهم ؟ فعليكم أن لا تَدَعُوا التفكُّر في قُرب الأجلِ لِتَحصُل لكُم النَّجاة من طولِ الأمل وزينةِ الدنيا ولذّاتِها،


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

34