عنوان الكتاب: سيرة الإمام أحمد رضا خان رحمه الله ومكانته العلمية

أيَّها الإخوة! نحنُ ما زلنا في شهر صفر المظفّر والحمدُ لله، وهذا هو الشَّهرُ الَّذي تمرّ فيه الذكرى السنَويّة لوفاة الشيخ الإمام أحمد رضا خان الهندي الحنفي الماتريدي رحمه الله، ويُعرَفُ في شبه القارّة الهنديَّة بـ "أعلى حضرت"، وبهذه المناسبةِ سنستمعُ اليومَ إلى نبذةٍ عن مناقبِه ومنزلتِه العلميَّة وما قدّمه مِن خدماته الدينيّة للإسلام والمسلمين، فما أعظم وأكرم أن نحيي مآثر العلماء والأولياء رحمهم الله! فبهم عرفنا الحقّ وما يرضي الله تعالى، وهم النَّقَلة العدول لهذا الدين عبر الدهور.

أحبّتي في الله! إنّ العلم أفضلُ ما يطلب، وأعظم ما يُقصد، وأجلّ ما يراد، وإنَّ الله لم يأمر نبيّه بالاستزادة مِن شيءٍ كما في طلب العلم، فقال تعالى: ﴿وَقُل رَّبِّ زِدۡنِي عِلۡمٗا ١١٤] طه: ۱۱۴ [.

والعلماء أرقى النّاس منزلة، وأعلاهم درجة، وأرفعهم قدرًا، كما قال الله في القرآن الكريم: ﴿يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ ١١ ]مجادلة: ۱۱ [.

والعلماء أيضًا هم حملة ميراث النبوّة، كما ورد في الحديث الشريف حيث قال رسول الله : «إِنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ»[1].


 

 



[1] "سنن الترمذي"، كتاب العلم،  ٤/٣١٢، (٢٦٩١).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

26