عنوان الكتاب: أهمية الحياء

اعلموا أيّها الأحبّة الكرام! إنّ إنكارَ فرضيةِ الحجاب بالكلّيّة كفر، قال الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى: أمّا القولُ بأنّ الباطنَ ينبغي أنْ يكون طاهرًا نظيفًا ولا يضرّ فساد الظاهر، إنّما هو باطل[1]، ورد في الحديث الشريف: عن سيّدنا النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه يقول: سمعتُ الحبيب المصطفى يقول: «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ»[2].

إخوتي الأحبّة! عادةً يمرُّ الإنسان خلالَ حياتِه بثلاثِ مراحل: الطُّفولة والشَّباب والشَّيخوخة، ويميل طبع الإنسانِ إلى اللَّعِبِ في صِغره، وتضعف أعضاؤه في كبره، ويصاب بالأمراض، وتقِلُّ رغبته في ارْتِكاب المعاصي، وتقبل همّته على عبادة الله تعالى، لذلك تُعدُّ مرحلة الشَّباب مرحلة هامَّة في الحياة، تغلب فيها شهوات النَّفس؛ ولأنّ أعضاء الجسدِ تكون سليمةً قويَّة، فينسى جيلُنا الجديدُ هدفَ حياتِه الحقيقي، فلا يقضي أوقات حياته الثَّمينة في الأعمال الصَّالحة التي ترضي الله تعالى، وإنّما يضيِّع حياته في السَّيِّئات والفواحش، فينبغي على الشباب أنْ يجنبّوا أنفسهم الوقوع في مزالق الشهوات والفواحش،


 

 



[1] "الفتاوى الرضوية"، ٢٢/٦٠٥، تعريبًا من الأردية.

[2] "صحيح البخاري"، كتاب الإيمان، باب فضل من استبرأ لدينه، ١/٣٣، (٥٢).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31