عنوان الكتاب: الحالة الإجتماعية قبل البعثة المحمدية

 

بكم أهل الموسِِم فإذا سألوكم عن محَمّد فليقل بعضكم: إنّه كاهن، ويقول الآخر: كذّاب، والآخر: شاعر، والآخر: ساحر، والآخر عرَّاف، فإذا جاؤوا إليّ صدَّقْتكم، فذهَبُوْا وقَعَدوا على عِقَاب مكّة وطُرُقها يقولون لمن مرّ بهم من حُجّاج العرَب: لا تَغْتَرّوا بهذا الخارج الذي يدّعي النبوّة منّا، فإنّه مجنون، كاهن وشاعر، وقَعَد الوليد بن المغيرة على باب المسجد الحرام، فإذا جاؤوا وسألوه عمّا قال أولئك الْمُقْتسِمون. قال: صَدَقوا، فصَدَرَت العرَب من ذلك الموسِم بأمر رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم وانتشر ذكرُه في بِلاَد العرَب كلّها[1].

قالت سيدتنا أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها: كان المشركون قُعُوْداً في المسجد، يَتذاكَرون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما يقول في آلهتهم، فبيناهم كذلك إذ دَخَل رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم فقاموا إليه بأجمعهم،


 



[1] ذكره ابن هشام في "السيرة النبوية"، صـ١٠٥ـ١٠٦، وفخر الدين الرازي (ت ٦٠٦هـ) في "التفسير الكبير"، ٧/١٦٢، والبغوي في "تفسيره"، ٣/٤٧، والألوسي في "روح المعاني"، ٧/٤٣٤، والحقي في "روح البيان"، ٤/٤٨٩.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

22