عنوان الكتاب: الحالة الإجتماعية قبل البعثة المحمدية

 

وكانوا إذا سألوه عن شيء صَدّقهم، فقالوا: ألستَ تَقُوْل كذا في آلهتنا قال: «بلى» فتَشَبَّـثُوْا فيه بأجمعهم فأتى الصَّريخ إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقال له: أدْرِك صاحبَك، فخَرَج من عندنا وإنّ له غدائر، فدَخَل المسجد وهو يقول: ويلكم ﴿أَتَقۡتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ ٱللَّهُ وَقَدۡ جَآءَكُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ مِن رَّبِّكُمۡۖ﴾ [الغافر:٤٠/٢٨] فلَهوا عن رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم وأقْبَلوا على أبي بكر، فرَجَع إلينا أبو بكر فجعل لا يمسّ شيئاً من غدائره إلاّ جاء معه وهو يقول: تبارَكْتَ يا ذا الجلال والإكرام[1]. قال سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه: بينا رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم يُصلّي بفِناء الكعبة إذ أقبَل عقبة بن أبي مُعَيْط فأخَذ بمَنْكَب رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم ولَوى ثَوْبَه في عُنُقه، فخَنَقه به خَنْقاً شديداً فأقبَل أبو بكر فأخَذ بمَنْكَبه ودَفَع عن رسول الله صلّى الله تعالى عليه


 



[1] أخرجه أبو بكر الحميدي في "مسنده"، ١/١٥٥، (٣٢٤)، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده"، مسند أبي بكر الصديق، ١/٤٢، (٤٨).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

22