عنوان الكتاب: التفكّر في أمور الآخرة

أيها الأحبّة الكرام! إنّ هذا العالَم مكان عمل والآخرة هي يوم الجزاء، فمَن عمل عملًا صالحًا خالصًا لِلّه عزّ وجلّ في الدنيا نال الأجر عليه في الآخرة.

فطوبى! للمنشغلين بالاستعداد للآخرة في هذه الدنيا الفانية، ويدّخرون الأعمال الصالحة الخالصة لوجه الله تعالى للآخرة، فهيّا معًا لنستمع إلى محاضرتنا الأسبوعيّة ونأخذ المواعظ والعِبر من الأحداث والقصص وأقوال السلف الصالح رحمهم الله تعالى المليئة بالنصائح والدروس حول التفكّر في الآخرة.

كلكم يبكي للدنيا لا لي!

يُروى عن يزيد بن الصلت الجوشي رحمه الله تعالى: دخلتُ على رجلٍ عابدٍ بالبصرة، فوجدتُ أباه عند رأسه وأمّه عند رِجلَيه وزوجتَه عن يمينه وصبيتَه عن يساره، فقلتُ: ما تجد؟

فقال: مثل دبيب النمل بين جلدي وعظامي.

فبكى أبوه، فقال له: أيّها الشيخ الكبير! ما الّذي يُبكيكَ؟

قال: أبكي فراقك، وما أتعجّل بالوحدة بعدك.

فبكتْ أمّه وزوجته وصبيته، فنظر إلى أمّه، فقال لها: أيّتها الوالدة الرفيقة الشفيقة! ما الّذي يُبكيكِ؟

قالَتْ: أبكي فراقك، وما أتعجّل من الوحشة بعدك.


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

20