عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

أضعَفْتَه فضعف حتّى لم يكن له طاقة بعملك السوء، قلت: يا بنيّة، وما تصنعون في هذا الجبل؟ قالت: نحن أطفال المسلمين قد أسكنا فيه إلى أن تقوم الساعة ننتظركم تقدمون علينا فنشفع فيكم، فانتبهت فزعاً مرعوباً فلمّا أصبحت فارقت ما كنت عليه وتبت إلى الله عزّ وجلّ، وهذا سبب توبتي([1]).

أيّها المسلمون: كم من العبر البالغة في هذه القصة وسأبيّن لكم بعضاً منها:

أوّلها: أنّ من مات ولده فاحتسبه عند الله كان له زخراً وأجراً ونال به نفعاً كثيراً كما جعل الله تعالى بنتَ سيّدنا مالك بن دينار سبباً لهدايته وعودته إلى الله تعالى والإقبال عليه، حتّى صار في مصافِّ أولياء الله عزّ وجلّ.

ثانيها: بيان فضيلة الآية المذكورة في هذه القصة ومدى تأثيرها على القلب، ولا شكّ أنّ هذه الآية وسيلة لإصلاح النفس وتزكية القلب والوقاية من الذنوب والمعاصي، ولما سمع بعض الناس هذه الآية انشغلوا بالإصلاح النفسي، قياماً بالأوامر والطاعات، وبعداً عن الزواجر والمحرمات، ووصلوا إلى مقام الولاية، فعن سيدتنا عائشة رضي الله تعالى عنها: قالت: خرج



([1]) ذكره اليافعي (ت ٧٦٨هـ) في "روض الرياحين"، صـ١٧٣-١٧٤.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259