عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

وكان رحمه الله تعالى مستجاب الدعوة، قال أبو وهب: مرّ ابن المبارك برجل أعمى، فقال: أسألك أن تدعو لي أن يردّ الله عليّ بصري، فدعا له فردّ عليه بصره وأنا أنظر([1]).

وأمّا الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى فكان سبب توبته أنّه عشق جاريةً فواعدته ليلاً فبينما هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع قارئاً يقرأ: ﴿öNs9r& Èbù'tƒ tûïÏ%©#Ï9 (#þqãZtB#uä br& yìt±øƒrB öNåkæ5qè=è% ̍ò2Ï%Î! «!$#﴾. فرجع القهقرى وهو يقول: بلى والله قد آن، فآواه الليل إلى خربة وفيها جماعة من السابلة، وبعضهم يقول لبعض: إنّ فضيلاً يقطع الطريق فقال الفضيل: أوّاه، أراني بالليل أسعى في معاصي الله وقوم من المسلمين يخافونني، اللّهمّ إنّي قد تبت إليك، وجعلت توبتي إليك جوار بيتك الحرام([2]).

وذكر أبو علي الرازي قال: صحبت فضيل بن عياض رحمه الله تعالى ثلاثين سنة، ما رأيته ضاحكاً ولا مبتسماً إلاّ يوم مات علي ابنه، فقـلت لـه في ذلك فقـال: إنّ الله عزّ وجلّ أحبّ أمراً فأحببت ما أحبّ الله([3]).

 



([1]) ذكره الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"، عبد الله بن المبارك، ١٠/١٦٥.

([2]) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن"، الجزء السابع عشر، ٩/١٨٤.

([3]) أخرجه ابن أبي الدنيا في "كتاب الرضا عن الله"، ١/٤٥٣، (٨٩).

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259