دَعْوةَ العَبْد والْحُرّ، ويَقْبَل الْهَدايا ولو أنّها جُرعَة لَبَنٍ، أو فخذ أرنَب، ويكافئ عليها، ويأكُلها ولا يقبَلُ الصدَقة ولا يأكلها ولا يستكبر عن إجابة الأمَة والمسكين، ولا يَغْضَب لنفسه ويَغْضب لربِّه، ويُنفِّذ الْحَقّ وإن عاد ذلك بالضرر عليه أو على أصحابه.
عرض عليه الانتصار بالمشركين على المشركين وهو في قلّة وحاجة إلى إنسان واحد يزيده في عَدَد من معه، فأبى، وقال: «أنا لا أنتصر بمشرك». وكان عليه الصلاة والسلام يَعْصِبُ الْحَجَر على بَطْنه مرّة من الْجُوْع ومرّة يأكُل ما حضر، ولا يَرُدّ ما وجد، ولا يتورّع عن مطعم حلال، وإن وجد تَمرًا دون خُبْز أكله، وإن وجد شواء أكَله، وإن وجَد خُبْز بُرّ أو شعير أكله، وإن وجد حُلْواً أو عَسَلاً أكَله، وإن وجد لَبناً دون خُبز اكتَفَى به، وإن وجد بطِّيخاً أو رُطباً أكَله، لا يَأكُل مُتَّكِئاً.
يجيب الوليمة، ويَعُود الْمَرضى ويَشْهَد الجنائز، ويمشي وحده بين أعدائه بلا حارس. أشدُّ الناس تواضعاً، وأسكَنُهم من غيرِ كِبْر، وأبلغُهم في غير تطويل، وأحسَنُهم بشرًا، لا يهوله شيء من أمور الدنيا. يحبّ الطيب ويَكْرَه الرائحة الرديئة، ويجالس الفُقَراء، ويُؤاكل المساكين، ويُكْرِم أهلَ الْفَضْل في أخلاقهم،