عنوان الكتاب: العاشق الأكبر

أخي الحبيب:

لقد فَازَ سيدُنا حبيبُ الله الأعظم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، وأَبُوْ بَكْرٍ الصديقُ رضي الله تعالى عنه، وقد فَشِلَتْ مُحَاوَلَةُ الْكُفَّارِ ونسَجَتِ الْعَنْكَبُوْتُ علَى بابِ الْغَارِ وحَصَلَ لَهَا بذلك الشَّرَفُ ورَجَعَ الكُفَّارُ خائِبِيْنَ قال سَيِّدُنا اِبْنُ النَّقِيْبِ رحمه الله تعالى: دَوْدُ الْقِزِّ إنْ نَسَجَتْ حَرِيْرًا يَجْعَلُ لُبْسَه في كُلِّ شَيْءٍ فإنَّ الْعَنْكَبُوْتَ أَجَلُّ مِنْهَا بمَا نَسَجَتْ على رَأسِ النَّبِيِّ الْكَرِيْمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم([1]).

صلّوا على الحبيب!  صلّى الله تعالى على محمد

قدْ ذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ السِّيَرِ: أَنّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيْقَ رضي الله تعالى عنه لَمَّا قال: لَوْ أنَّ أَحَدَهم نَظَرَ إلى قَدَمَيْه لأَبْصَرْنَا تَحْتَ قَدَمَيْه، قال النَّبِيُّ الْكَرِيْمُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «لو جَاءُوْنا مِنْ هاهُنا لَذَهَبْنا مِن هُنَا»، فنَظَرَ الصِّدِّيْقُ إلى الْغَارِ قدْ اِنْفَرَجَ مِن الْجَانِبِ الآخَرِ، وإذَا الْبَحْرُ قدْ اِتَّصَلَ به، وسَفِيْنَةٌ مَشْدُوْدَةٌ إلى جَانِبِه([2]).


 



([1]) ذكره أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي في "مكاشفة القلوب"، باب في عداوة الشيطان، صـ٥٧.

([2]) ذكره الغزالي في "مكاشفة القلوب"، باب في عداوة الشيطان، صـ٥٨.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

49