عنوان الكتاب: العاشق الأكبر

فتَفَلَ عليه النَّبِيُّ الْكَرِيْمُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، فذَهَبَ ما يَجِدُه»([1]).

صلّوا على الحبيب!  صلّى الله تعالى على محمد

خَرَجَ الرَّسُوْلُ الْكَرِيْمُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم وصَاحِبُه الصِّدِّيْقُ رضي الله تعالى عنه لَيْلَةَ الْهِجْرَةِ إلى غَارِ ثَوْرٍ، وقد ذَكَرَ الله تبارك وتعالى في كِتَابِه الْكَرِيْمِ حَالَ الصِّدِّيْقِ رضي الله تعالى عنه، وَالْحَبِيْبِ الْمُصْطَفَى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم في غَارِ ثَوْرٍ:

﴿ ثَانِيَ ٱثۡنَيۡنِ إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ ﴾ [التوبة: ٩/٤٠].

وقدْ خَلَقَ اللهُ عزّ وجلّ لَهُمَا الأَسْبَابَ الظَّاهِرِيَّةَ، فقدْ رُوِيَ أنَّ النَّبِيَّ الكريمَ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم لَمَّا دَخَلَ الْغَارَ، وأبُوْ بَكْرٍ معَهُ أَنْبَتَ اللهُ على بَابِه الرَّاءَةَ، وهي شَجَرَةٌ مَعْرُوْفَةٌ بـ"أُمِّ غَيْلاَنَ"، فحَجَبَتْ عَنِ الْغَارِ أَعْيُنُ الْكُفَّارِ، وأَمَرَ اللهُ عزّ وجلّ الْعَنْكَبُوْتَ، فنَسَجَتْ على بابِ الْغَارِ فسَتَرَتْه، وأَرْسَلَ حَمَامَتَيْنِ وَحْشِيَّتَيْنِ، فوَقَفَتَا على وَجْهِ الْغَارِ، وعَشَّشَتا على بَابِه


 



([1]) ذكره ابن الأثير الجزري (ت٦٠٦هـ) في "جامع الأصول"، كتاب الفضائل والمناقب، ٨/٤٥٨، (٦٤٢٦)، ملخصا.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

49