عنوان الكتاب: نصائح العلم والحكمة

وقد حفلت السنّة النبوية بكثير من النصوص التي تدلّ على التزام رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم نهج المشاورة قولاً وعملاً حتّى صارت الشورى صفة لصيقة به لا يدانيه فيها غيره وهو المعصوم، والسنّةُ العمليةُ فمليئة بالشواهد التي تدلّ على أنّ رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم كان دائم التشاور مع أصحابه، ويكره الاستبداد بالرأي، والوقائعُ في ذلك كثيرة: فمنها: استشار أصحابه قبل غزوة الأحزاب، فأشار عليه سيدنا سلمان الفارسي بحفر خندق يحول بين العدوّ، وبين المدينة.

[٤٤]: وينبغي على المفتي أن يضع في لفافة الفتوى، بحسب حال المستفتي، رسالةً إسلاميةً، نشرتْها مكتبة المدينة.

[٤٥]: وإنّ المجتهد في الحقيقة المفتي، وقال الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى: «يخلو الزمان من مجتهد مدّةً طويلةً»[1].

وفي هذا الزمن الحاضر يوجد المفتي الناقل للفتوى ولا سبيل أمامه، إلاّ أن يرشد إلى رأي من يعتقده أهلاً للاجتهاد.

[٤٦]: وإنّ الإفتاء منصب شريف ومقام عال، وقال العلاّمة شريف الحقّ الأمجدي رحمه الله تعالى: «إنّ الإفتاء عظيم الخطر، ومشكلٌ جدّاً. فالفتوى في المسائل التقليدية والتي تناولها الفقهاء


 



[1] ذكره الإمام أحمد رضا خان البريلوي في "الفتاوى الرضوية"، ١٢/٤٨٢.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

69