عنوان الكتاب: نصائح العلم والحكمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّد المرسلين، أما بعد:

فأيها المسلمون: ما أعجزكم! أين أنتم من ميراث رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم؟ فعن سيّدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنّه مرّ بسوق المدينة فوقف عليها فقال: «يا أهل السوق ما أعجزكم؟» قالوا: وما ذاك يا أبا هريرة؟ قال: «ذاك ميراث رسول الله يُقسم وأنتم هاهنا، ألا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه؟» قالوا: وأين هو؟ قال: «في المسجد» فخرجوا سِرَاعاً إلى المسجد ووقف أبو هريرة لهم، حتّى رجعوا فقال لهم: «ما لكم؟» قالوا: يا أبا هريرة فقد أتينا المسجد فدخلنا، فلم نرَ فيه شيئاً يُقسم فقال لهم أبو هريرة: «أما رأيتم في المسجد أحداً؟». قالوا: بلى، رأينا قوماً يصلّون وقوماً يقرؤون القرآن، وقوماً يتذاكرون الحلال والحرام، فقال لهم أبو هريرة: «ويحكم، فذاك ميراث محمد»[1].

صلّوا على الحبيب!        صلّى الله تعالى على محمد


 



[1] ذكره الهيتمي (ت ٨٠٧هـ) في "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد"، ١/٣٣١، (٥٠٥)، وأبو القاسم الطبراني في "المعجم الأوسط"، ١/٣٩٠، (١٤٢٩).

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

69