عنوان الكتاب: سمكة المدينة

﴿ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴾ [الحشر: ٥٩/٩][1].

أخي العزيز:

في هذه الْقِصَّةِ عِظَاتٌ بالِغَةٌ مِنْهَا ما كانَ علَيْهِ النَّبِيُّ الْكَرِيمُ الرَّؤُوْفُ الرَّحِيْمُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم مِنَ الزُّهْدِ في الدُّنْيَا وحتَّى أُمَّهَاتُ الْمُؤْمِنِيْنَ رضي الله عنهن لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُنَّ إِذْ ذَاكَ طَعَامُ الْعِشَاء.

قالَتِ السَّيِّدَةُ عائِشَةُ رضي الله تعالى عنها: «ما شَبِعَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مُتَوَالِيَةٍ، ولَوْ شِئْنَا لَشَبِعْنَا ولكِنْ كُنَّا نُؤْثِرُ على أَنْفُسِنَا»[2].

قالَ الشَّيْخُ عَبْدُ الْحَقِّ الْمُحَدِّثُ الدِّهْلَوِيُّ رحمه الله تعالى: هذا مَحْمُوْلٌ على أَنَّ الصِّبْيَانَ لَمْ يَكُوْنُوْا بِحَاجَةٍ إلى الأَكْلِ، وإِنَّمَا تَطْلُبُه أَنْفُسُهُم على عادَةِ الصِّبْيَانِ مِنْ غَيْرِ جُوْعٍ يَضُرُّهُم، فإِنَّهُم


 



[1] "تفسيرالخازن"، ٤/٢٤٨، و"خزائن العرفان"، صـ٩٨٤.

[2] ذكره المنذري (ت ٦٥٦) في "الترغيب والترهيب"، ٤/٩٢، (٨٦).

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

37