عنوان الكتاب: سمكة المدينة

في خَزَائِنِ الْعِرْفَانِ: جاءَ رَجُلٌ جائِعٌ إلى رسُولِ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم وطَلَبَ مِنْه طَعَامًا، فأَرْسَلَ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم إلى نِسَائِه لِيَبْحَثَ عَنْ طَعَامٍ، فلَمْ يَجِدْ إلاَّ الْمَاءَ فقَالَ سَيِّدُ الأَنَامِ الْحَبِيبُ الْمُصْطَفَى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «مَنْ يُضَيِّفُهُ؟ يَرْحَمُهُ اللهُ».

فقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، يُقَالُ لَه: أَبُوْ طَلْحَةَ، فقَالَ: أَنَا يا رَسُوْلَ الله، وأَخَذَ الضَّيْفَ إلى بَيْتِهِ ثُمَّ قالَ لامْرَأَتِهِ: هَلْ عِنْدَكَ شَيءٌ؟ قالَتْ: لا، إِلاَّ قُوْتُ صِبْيَانِي، فلَمْ يَكُنْ عِنْدَهَا إِلاَّ طَعَامٌ قَلِيْلٌ يَكْفِي أَوْلاَدَها الصِّغَارَ، قالَ: فَعَلِّلِيْهِم بشَيْءٍ، ونَوِّمِيْهِمْ وإذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا، فَأَرِيْهِ أَنَّا نَأْكُلُ فإذَا أَهْوَى بِيَدِه لِيَأْكُلَ، فَقُوْمِي إلى السِّرَاجِ كَيْ تُصْلِحِيْهِ فأَطْفِئِيْهِ فوَضَعَ الأَنْصَارِيُّ الطَّعَامَ لِلضَّيْفِ، وجَلَسَ مَعَهُ في الظَّلاَمِ حَتَّى يَشْعُرَ أَنَّه يَأْكُلُ مَعَهُ وأَكَلَ الضَّيْفُ، حَتَّى شَبِعَ، وباتَ الرَّجُلُ، وزَوْجَتُهُ، وأَوْلاَدُهُما جائِعِيْنَ، وفي الصَّبَاحِ ذَهَبَ الرَّجُلُ وضَيْفُهُ إلى النَّبِيِّ الْكَرِيمِ نُوْرِ النَّعِيمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم فقَالَ رَسُولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «لَقَدْ عَجِبَ اللهُ أوْ ضَحِكَ اللهُ مِنْ فُلاَنٍ وفُلاَنَةٍ»، ونَزَلَتْ هذه الآيَةُ:


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

37