عنوان الكتاب: سمكة المدينة

كانَ سَيِّدُنَا أَبُو طَلْحَةَ رضي الله تعالى عنه مِنْ أَكْثَرِ الأَنْصَارِ بالْمَدِيْنَةِ مالاً مِنْ نَخْلٍ، وكانَ أَحَبُّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ وكانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجدِ وكانَ رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم يَدْخُلُهَا ويَشْرَبُ مِنْ ماءٍ فِيْهَا طَيِّبٍ فَلَمَّا نَزَلَتْ:

﴿لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ

قامَ أَبُو طَلْحَةَ رضي الله تعالى عنه إلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله تعالى عليه وسلّم، فقَالَ: يا رَسُولَ الله، إنَّ اللهَ تبارك وتعالى يَقُولُ: ﴿لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ﴾ وإنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءُ، وإِنَّهَا صَدَقَةٌ لله أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ الله فضَعْهَا يا رَسُولَ الله حَيْثُ أَرَاكَ اللهُ، قالَ: فقَالَ رَسُولُ الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: بَخْ ذلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، ذلِكَ مَالٌ رَابِحٌ وقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ، وإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا في الأَقْرَبِيْنَ، فقَالَ أَبُو طَلْحَةَ رضي الله تعالى عنه: أَفْعَلُ يا رَسُولَ الله فقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ رضي الله تعالى عنه في أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّه[1].


 



[1] أخرجه البخاري (ت ٢٥٦هـ) في "صحيحه"، كتاب الزكاة، باب الزكاة على الأقارب، ١/٤٩٣، (١٤٦١).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

37