عنوان الكتاب: سمكة المدينة

قالَ الشَّيْخُ الْمُفَسِّرُ الْمُفْتِي أَحْمَدُ يار خان اَلنَّعِيْمِيُّ رحمه الله تعالى: يقُوْلُ الْمُحَدِّثُونَ: اَلْبَيْرُحَاءُ ثَمَانُ لُغَاتٍ مِنْها: «حَاءُ»: اِسْمُ رَجُلٍ أُضِيْفَ إلَيْه بِئْرٌ، وهو بُسْتَانٌ بِالْمَدِيْنَةِ الْمُنَوَّرَةِ، وكانَ مَوْجُودًا، وكانَ النَّبِيُّ الْكَرِيْمُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم يَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيْه طَيِّبٍ، ويَشْرَبُ الْحُجَّاجُ مِنْ مَائِه لِحُصُولِ الْبَرَكَةِ ولكن لَمْ يُمْكِنْ الآن شُرْبُ الْمَاء مِن الْبَيْرُحَاء، فإنّها قد دَخَلَتْ الآنَ في تَوْسِعَةِ الْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ، ويقُوْلُ أَيْضًا في شَرْحِ هذا الْحَدِيثِ: «بَخْ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ»: أَيْ: يَعُوْدُ علَيْكَ نَفْعُه مِن أَجْلِ وَقْفِ البِئْرِ، وقدْ ظَهَرَ مِنْ ذلك أَنَّ النَّبِيَّ الْكَرِيْمَ صلّى الله تعالى علَيْه وآله وسلّم يَطَّلِعُ عَلَى قَبُوْلِ الأَعْمَالِ وكَيْفِيَّةِ الْقَبُوْلِ، ولِمَاذَا لَمْ يَكُنِ الْبُسْتَانُ مَقْبُوْلاً فإنّ الْبُسْتَانَ جَمِيْلٌ، ولكن أَجْمَلُ ما في هذا الْبُسْتَانِ صاحِبُه[1].

في تَفْسيرِ الْخَازِنِ: لَمَّا نَزَلَتْ هذه الآيَةُ: ﴿لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ﴾، جاءَ سَيِّدُنا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ


 



[1] ذكره المفتي أحمد يار خان النعيمي (ت ١٣٩١هـ) في "مرآة المناجيح"، ٣/١٢٥-١٢٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

37