عنوان الكتاب: فضائل رمضان

عَامٍ ٢٠٠٤م، وكَانَتْ أُخْتِي الصَّغِيْرَةُ اتَّصَلَتْ بِيْ عَلَى الْجَوَّالِ، وأَخْبَرَتْنِي بَاكِيَةً، أَنَّهَا أَنْجَبَتْ بِنْتًا عَمْيَاءَ، وقَدْ عَجَز الأَطِبَّاءُ عن مُعالَجَةِ بَصَرِها، أَصْبَحْتُ أُوَاسِيْها، وأُحَاوِلُ التَخْفِيْفَ عَنْهَا، قَائِلاً: إِنِّي مُسَافِرٌ في سَبِيْلِ الله، مَعَ قَافِلَةِ الْمَدِيْنَةِ، وسَأَدْعُو لها بِالشِّفَاءِ العَاجِلِ وفِعْلاً كُنْتُ قَدْ دَعَوْتُ لها وطَلَبْتُ الدُّعَاءَ لِشِفَائِهَا، مِن عُشَّاقِ الرَّسُولِ صلّى الله عليه وسلّم، وعِنْدَمَا رَجَعْتُ مِن قَافِلَةِ الْمَدِيْنَةِ إلى البَيْتِ اتَّصَلَتْ بِي أُخْتِي وقَالَتْ والْفَرحَةُ تَغْمُرُ قَلْبَهَا: اَلْحَمْدُ لله لَقَدْ عَادَ بَصَرُ بِنْتِي وقَد ذَهِلَ الأَطِبّاءُ مِنْ شِفَائِهَا، بَعْدَ أَنْ قَالُوْا: إِنَّ هَذه الْمَرِيْضَةَ الَّتي فَشِلَ الطِّبُّ في عِلاَجِهَا، وأَنَا اليَومَ قد صِرْتُ بِحَمْدِ اللهِ تعالى، عُضْوًا فِي مَجْلِسِ الشُّورَى الْمَحَلِّيَّة فِى مَدِينَةِ كَرَاتَشِي لِنَشَاطَاتِ مَرْكَزِ الدَّعْوَةِ الإسْلاَمِيَّة.

أخي الحبيب:

كَمْ هِيَ الْفَوَائِدُ الَّتِي يَجْنِيْهَا الْعَبْدُ مِنَ البِيْئَةِ الْمُتَدَيِّنَةِ، لِمَركز الدَّعْوَةِ الإسْلاَمِيَّةِ؟! إِنَّ الْعَبْدَ العَاصِيَ إِذَا الْتَحَقَ بِهَا رَجَعَ إلى الله وطَبَّقَ السُّنَّةَ وإذا شَدَّ رِحَالَه لِلسَّفَرِ فِي سَبِيْلِ الله كفَاه اللهُ كُلَّ الْهُمُوْمِ وصَرَفَ عنه الْمَصَائِبَ وذلك بِبَرَكَةِ السَّفَرِ فِي سَبِيْلِ اللهِ مَعَ قَافِلَةِ الْمَدِيْنَةِ وقَد تَعَرَّضَ بِذَلِك لِشَفَاعَةِ الْحَبِيْبِ الْمُصْطَفَى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم في الآخِرَةِ.


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

59