عنوان الكتاب: فضائل رمضان

الفصل الأول في: فضائل رمضان

يَقُولُ الْحَبِيْبُ الْمُصْطَفَى، رَسُولُنَا الكريم صلّى الله تعالى عليه، وآله وسلّم: «أَوْلَى الناسِ بي يَوْمَ القِيَامَةِ، أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاَةً»[1].

صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد

أخي الحبيب:

لَقَد امْتَنَّ اللهُ علَيْنا بأَنْ أَعْطَانَا شَهْرَ رَمَضَانَ، وخَصَّ شَهْرَ رَمَضَانَ، بخَصائِصَ عَظِيْمَةٍ، ومَيَّزَه بِفَضَائِلَ جَلِيْلَةٍ، منها أَنَّهُ:

شَهْرُ الْخَيْرِ، والْبَرَكَةِ.

شَهْرُ الْجُوْدِ والإحْسَانِ، ومُضَاعَفَةِ الأَجْرِ، وَالثَّوَابِ، مَنْ تَقَرَّبَ فيه بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيْضَةً فِيْمَا سِوَاه ومَنْ أَدَّى فيه فَرِيْضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِيْنَ فَرِيْضَةً فِيمَا سِوَاه، وهذا شَهْرٌ يُعَدُّ فيه نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةً وهذا شَهْرٌ تُؤَمِّنُ فيه الْمَلاَئِكةُ من حَمَلَةِ العَرْشِ، على دُعَاءِ الصَّائِمِيْنَ، وجَاءَ في الحديث الشريف: «وتَسْتَغْفِرُ لَهُمُ الْحِيْتَانُ، حَتَّى يُفْطِرُوْا»[2].

اَلصَّوْمُ بَاطِنُ الْعِبَادَةِ وهو سِرٌّ بَيْنَ الْعبْدِ وبَيْنَ رَبِّهِ، لا يَطَّلِعُ عليه غَيْرُه، ولذلك فهو أَحَبُّ الْعِبَادَاتِ إِلى الله تعالى، لَقَدْ جَاءَ في الْحَدِيْثِ الشَّرِيْفِ: «بَابُ العِبَادَةِ: اَلصِّيَامُ»[3].


 



[1] أخرجه الترمذي (ت٢٧٩هـ) في "سننه"، كتاب الوتر، ٢/٢٧، (٤٨٤).

[2] ذكره المنذري (ت ٦٥٦هـ) في "الترغيب والترهيب"، كتاب الصوم، ٢/١٤، (١٤٨٢).

[3] ذكره عبد الله ابن المبارك (ت١٨١هـ) في "كتاب الزهد"، صـ٥٠٠، (١٤٢٣).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

59