عنوان الكتاب: دور مركز الدعوة الإسلاميّة في إصلاح المجتمع

وفي هذه اللحظة بسط الشيخ حفظه الله تعالى طرفَ قميصه عند سماعه هذا الكلام، ثمّ قال بأدبٍ وهدوءٍ: "أخي! إذا كنتَ ترتاح بمضايقتنا فابصُقْ علينا كما تريد".

فلمّا رأى الشباب المشاغبون حِلمَ فضيلة الشيخ وأخلاقه الحميدة وصبره ندِموا على فعلتهم وعلموا أنّهم مخطئون فاعتذروا منه، إلّا أنّ الشيخ ردّ عليهم قائلًا: "لا أقبلُ اعتذارَكم ما لم تشرَبوا الشاي معي".

الله أكبر! سلوك سيّء مِن جهةٍ، وتعامل حسن مِنْ داعيةٍ كريمٍ مِنْ جهة أخرى، فكيف لا تتلطّف القلوب ولا تتحلّى بالأخلاق الحميدة؟ وهكذا أثرت أخلاق الشيخ حفظه الله على الشباب وتأثّروا به، وقبلوا دعوته لشرب الشاي معه.

وخلال الحديث معهم دعاهم فضيلة الشيخ حفظه الله تعالى لحضور"الاجتماع الأسبوعي" الذي يعقد تحت إشراف مركز الدعوة الإسلاميّة، فقَبِل الشباب هذه الدعوة المباركة بنيّةٍ طيّبةٍ، وتأثّرًا بتعامله الراقي الحسن، وحين حضر الشباب الاجتماع المبارك، شاهدوا ذلك الشخص الّذي كانوا قد أزعجوه بالأمس القريب، يتحدّث أمام حشدٍ كبيرٍ من الناس يتجاوز عددهم الآلاف، وكان المشاركون يستمعون إليه بكلّ اهتمامٍ وإمعانٍ.

سأل الشبابُ شخصًا يجلس بجوارهم: مَنْ هذا الشخص الذي يَخطب؟ فأجابهم: إنّه الداعية الكبير الشيخ محمّد إلياس العطّار القادري


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

26