عنوان الكتاب: دور مركز الدعوة الإسلاميّة في إصلاح المجتمع

ولهذا يعتبر الخوف مِنَ الله تعالى نعمةً عظيمةً؛ لأنّه يحثّ الناسَ على أنْ يكونوا في حياتهم وفقًا للقيم الإسلاميّة في جميع جوانب حياتهم، سواء كانوا في المجتمع أم في عزلة عنه.

الخوف من الله حجاب بين العبد والذنوب

أيها الإخوة الكرام! المخافة من الله سبحانه وتعالى تعتبر حاجزًا قويًّا يمنع الإنسانَ عن الوقوعِ في المعاصي والخطايا، فإذا انكسر هذا الحاجز (أي: ذهبَتْ مخافةُ الله تعالى في القلب) أصبح الإنسان جريئًا على ارتكاب المعاصي.

وكان سيدنا أبو الحسين الضرير رحمه الله يقول: علامة السعادة خوف الشقاوة؛ لأنّ الخوفَ زمام بين الله تعالى وبين عبده، فإذا انقطع زمامه هلك مع الهالكين[1].

ويقول الإمام ابن الجوزي رحمه الله: الْخَوْفُ هُوَ النَّارُ الْمُحْرِقَةُ لِلشَّهَوَاتِ، فَإِذًا فَضِيلَتُهُ بِقَدْرِ مَا يَحْرُقُ مِنْ الشَّهْوَةِ وَبِقَدْرِ مَا يَكُفُّ عَنْ الْمَعْصِيَةِ وَيَحُثُّ عَلَى الطَّاعَةِ، وَكَيْفَ لَا يَكُونُ الْخَوْفُ ذَا فَضِيلَةٍ وَبِهِ تَحْصُلُ الْعِفَّةُ وَالْوَرَعُ وَالتَّقْوَى وَالْمُجَاهَدَةُ وَالْأَعْمَالُ الْفَاضِلَةُ الَّتِي يُتَقَرَّبُ بِهَا إلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى[2].


 

 



[1] "إحياء علوم الدين"، كتاب الخوف والرجاء، ٤/١٩٩.

[2] "مكاشفة القلوب"، الباب الثاني والخمسون في بيان الخوف...إلخ، ص ١٩٨.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

26