المطالعة أهميتها، ضرورتها وفوائدها | الشيخ عبد الله الراعي


نشرت: يوم الثلاثاء،25-يوليو-2023

المطالعة أهميتها، ضرورتها وفوائدها

المطالعة هي العملية الفكرية التي تنشئ تفاعلاً قويًا وجميلاً بين القارئ والكتاب، يمكن للفرد أن يطور أسلوبًا صحيًا وجيدًا للقراءة من خلال هذا التفاعل، وبالتالي يستطيع فهم جميع المعلومات المتاحة في الكتاب، ولكن لا ينتهي مفهوم القراءة عند هذا الحد، بل يمنح الفرد أيضًا حق توجيه النقد لأي معلومة أمامه، مما يمكّنه من مواجهة الحياة ومشاكلها بكل قوة والتعامل معها بدقة.

المطالعة ذات أهمية قصوى في حياة البشر جميعًا، فبدون قراءة ومطالعة، لا يستطيع الإنسان فهم أي شيء أو تطوير ارتباط بها، وبالتالي لن يشعر بالحرية والمعنى الحقيقي للحياة، وسيكون عاجزًا عن اكتساب المعارف الجديدة.

إن المجتمع الذي لا يقرأ ولا يطلع على المعلومات القيمة هو مجتمع فارغ من القيمة، إن القراءة والمطالعة هما السبيل الوحيد لفهم القيم وتعريف الفرد بتاريخ أجداده وحضاراتهم، المطالعة هي الوسيلة التي يستخدمها القارئ لمعرفة تقدم العالم والتوجيه السليم لحياته بشكل جيد ومريح.

وتُعد المطالعة أيضًا أحد الأسس الأساسية التي يستند إليها الإنسان في تعلم أي معرفة، وبالتالي فإنها تعتبر البوابة التي يستطيع الفرد من خلالها رؤية جميع المعارف والعلوم المتعلقة بالحياة.

ولها أهميات متعددة، بما في ذلك:

أولًا: أهمية المطالعة للفرد

تُعد المطالعة من السلوكيات الأساسية التي تساهم في تطوير الأفراد وأفكارهم، وتصحيح كيفية تفاعلهم مع الحياة والواقع المحيط بهم. وتتجلى أهمية المطالعة في عدة نقاط بارزة، وهي كالتالي:

1- توسيع العقل:

تساعد القراءة في توسيع عقول الأفراد وإثرائها بمزيد من الأفكار التي تسهم في تطويرهم، فقد أثبتت الدراسات أن المطالعة تحسن صحة العقل وتحافظ عليه، كما أنها تلعب دورًا في حمايته من الإصابة بأمراض مثل الزهايمر، بالإضافة إلى ذلك، فإن المطالعة تساهم في تنمية الخيال، مما يمكِّن الفرد من التصور والتفكير بأفكار جديدة ومبتكرة. وبالتالي يكتسب الفرد القدرة على التفكير الإبداعي، وتُحارب القراءةُ الملل والإحباط، وتعزز روح الإلهام والانتعاش، الأمور الضرورية ليعيش الفرد بسعادة وسلام داخلي، وتُقاوم المطالعة الأفكار السلبية والتشاؤم، وتُحفِّز الأفكار والطاقة الإيجابية، مما يسهم في تنمية حب الحياة والتطوير الشخصي.

2- تعزيز التركيز:

تعد المطالعة أحد الأسس الرئيسية للنجاح في الحياة؛ لأنها تساعد في زيادة ذكاء وعبقرية الأفراد، وتعتبر وسيلة مهمة لتعزيز التركيز والانتباه، فالفرد يكون قادرًا على التركيز بشكل كامل على موضوع واحد، دون أن يُشتت انتباهه بالأمور الأخرى. وبالتالي، تُعد المطالعة فنًا في تدريب العقل، فتمنحه قدرات النجاح والذكاء والتفوق.

فالأشخاص القادرون على التركيز لفترات طويلة دون تشتت، هم الأكثر نجاحًا في مجالات عملهم، والأكثر كفاءة بين أمثالهم، وتُلاحظ قيمتهم العالية بسبب تركيزهم الفائق، وبالتالي تعود المطالعة بفائدة ملموسة في مختلف مجالات الحياة، مثل العمل والدراسة وغيرها، وقد أثبتت الدراسات أن المطالعة تساهم في تقليل مستويات التوتر وتحسين صحة القلب.

3- المطالعة تمنح تطويرًا أكبر:

كيف يمكن للأفراد التخلص من انغلاقهم الذاتي من خلال القراءة؟

تساهم عملية المطالعة في تطوير الأفراد وتقدمهم في الحياة، فهي تساعدهم على الخروج من ضيق تفكيرهم الذاتي وتجعلهم أكثر جرأة في بناء العلاقات والمشاركة في مختلف المحادثات، وبالتالي تساعد في تطوير العلاقات الاجتماعية القائمة على نقاشات هامة ومفيدة، تمنح القراءة للفرد وجهة نظر فريدة حول العالم وتعطيه فرصة للاستفادة من تجارب الآخرين والاستفادة من خبراتهم، تشير الدراسات إلى أن القراءة التي يتبناها الأفراد للتمتع بها؛ هي واحدة من أهم العادات التي يجب تعليمها خاصة للأطفال، حيث تحقق فرقًا واضحًا في أدائهم ومعرفتهم العامة وثقافتهم، كما يصبحون أكثر طموحًا من الأطفال المحيطين بهم، إذ يكتسبون مفردات جديدة تسهم في نجاح علاقاتهم وأفكارهم.

يمكن الاستنتاج مما سبق أن القراءة تعتبر واحدة من أهم العادات التي يجب على الأفراد اعتمادها والسعي لتحسينها، حيث تحمل أهمية كبيرة في تشكيل المستقبل.

ثانيًا: أهمية المطالعة للمجتمع

تُعد المطالعة وسيلة من الوسائل التي تساهم في تطوير المجتمع والمساهمة في نجاحه وتقدمه على جميع المستويات، ومن بين النقاط الرئيسية التي تشير إلى أهمية القراءة للمجتمع:

1- المطالعة تساهم في تطوير المجتمع:

كيف ساهمت المطالعة في تخفيف الأزمات والمخاطر التي يواجهها المجتمع؟

تساهم المطالعة في الحفاظ على طاقات المجتمع وتطوير مهاراته. إذ يجعل اهتمام الأفراد بالمطالعة المجتمع أكثر وعيًا، مما يزيد قدرتهم على التعامل مع جميع المشكلات التي تواجه المجتمعات بشكل عام، مثل المشكلات الاقتصادية والصحية والبيئية. فالمجتمع يصبح أكثر قدرة على التفكير بشكل صحيح وإيجابي، والابتعاد عن السلوكيات الخاطئة والطاقة السلبية الضارة، ويمتلك صاحب المطالعة مجموعة واسعة من المهارات التي يمكن تطبيقها في الحياة العملية، مما يجعل المجتمع الذي يتبنى المطالعة كعادة لأفراده؛ مجتمعًا يتمتع بالمعرفة في جميع المواضيع، خاصة تلك التي تظهر في الأزمات والمخاطر المفاجئة التي يمكن أن يواجهها المجتمع فجأة.

1- المطالعة تحارب البطالة:

ما هي المهارات التي يمكن اكتسابها من خلال المطالعة؟

تعمل المطالعة في الواقع على مكافحة واحدة من أكبر وأصعب المشكلات التي تواجه المجتمعات، وهي مشكلة البطالة. وتحقق ذلك من خلال توفير مجموعة من الكفاءات التي يحتاجها سوق العمل، وقد أشارت الدراسات إلى أن معظم الوظائف المتاحة تتطلب مهارات خاصة تعتمد بشكل كبير على مهارات التواصل الجيد، ويمكن اكتساب وتحسين هذه المهارة من خلال القراءة.

فكلما زادت قراءة الشخص، زادت قدرته على فهم المعلومات والتعامل معها، بالإضافة إلى ذلك تمنح القراءة مهارة لغوية خاصة لها تأثير واضح على ساحة العمل في المجتمع، كما تساعد في تطوير المهارات المعرفية التي تنتشر في مختلف مجالات العمل، وبالتالي يصبح المجتمع قادرًا على الاعتماد على ذاته بمهاراته الاستثنائية.

2- المطالعة تحسن مجال الصحة:

كيف تُسهم المطالعة في تقليل معدلات الوفيات في المجتمع؟

المطالعة تلعب دورًا مهمًا في تحسين مجال الصحة في المجتمع، حيث تساهم في تقليل انتشار العديد من الأمراض، تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يمارسون القراءة عادةً أكثر صحة من غيرهم، يعود ذلك إلى أن القراءة تساعد في تجنب التفكير في الأمور السلبية التي تؤثر على مستوى الضغط ومعدل ضربات القلب، وهذا يؤدي إلى تقليل مخاطر الوفاة بشكل واضح.

فالقراءة هي وسيلة لتحفيز الدماغ، وتسهم في تعزيز الوعي الصحي والقضاء على الأمية الصحية، بالإضافة إلى محاربة الأسباب التي تؤدي إلى التدهور الصحي في المجتمع، وبالتالي فإن دعم القراءة ونشر ثقافة القراءة في المجتمع يلعب دورًا حاسمًا في تعزيز التقدم والتطور.

فائدة:

فوائد القراءة ليست محصورة على الأفراد فحسب، بل تمتد إلى الجماعة بأكملها، فالمجتمع يستفيد من تطور وتقدم أفراده الذين يمتلكون مهارات قوية في القراءة.

فإن المطالعة والقراءة تعد أحد أسرار نجاح الأفراد الناجحين عبر التاريخ، وتُعتبر عادةً يومية يتبعها الأشخاص الواعين الساعين للتقدم والتطور، لذا يجب على الفرد الواعي أن يجعل القراءة عادةً يومية له، وأن يخصص الوقت الكافي للاستمتاع بها في يومه.


#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة

تعليقات



رمز الحماية