القوافل المدنية | الشيخ علاء زيات


نشرت: يوم الإثنين،05-يونيو-2017

القوافل المدنية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، أما بعد:

فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم

إن الدعوة إلى الله تعالى هي وظيفة الأنبياء ورسل الله عليهم الصلاة والسلام، فهم خير أهل الأرض لأنهم أفنوا حياتهم لإرشاد الناس إلى طريق الهداية، وطريق الصلاح...

لذا فإن الدعاة إلى الله هم خير هذه الأمة على الإطلاق، لأنهم حملوا رسالة الأنبياء وقاموا بتبليغها للناس، قال تعالى:

﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه ﴾

روي عن الإمام قتادة أنه قال: بلغنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "من سره أن يكون من تلك الأمة فليؤد شرط الله فيها، ومن لم يتصف بذلك أشبه أهل الكتاب الذين ذمهم الله بقوله:

﴿ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾

وإن فضل الدعوة إلى الله تعالى له أجر عظيم، فمن فضائله:

(1) أن الدعاة إلى الله موعودون بالفلاح في الدنيا والآخرة، قال سبحانه في سورة آل عمران:

﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾

(2) إن أجور الدعاة إلى الله تعالى مستمرة ومثوبتهم دائمة... فقد روى الإمام مسلم وأصحاب السنن عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أنه قال:

(( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً)).

(3) صلاة الله وملائكته وأهل السماوات والأرض على معلم الناس الخير: قال الحبيب صلى الله تعالى عليه وآله وسلم:

«إن الله وملائكته، وأهل السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها،
وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس الخير»

(4) ويكفي الدعاة فخراً وأجراً أن تسببهم في هداية الناس خير لهم من الدنيا وما فيها، روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى عن الحبيب صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أنه قال لعلي رضي الله تعالى عنه:

(( .. فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمر النَّعم ))

وفي رواية: (( خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت )).

شعار مركز الدعوة الإسلامية

ومن خلال ما سبق كان إدراك فضيلة الشيخ محمد إلياس العطار القادري لأهمية الدعوة إلى الله تعالى بعد أن جعل هدف وشعار مركز الدعوة الإسلامية :

"عليَّ محاولة إصلاح نفسي وجميع أناس العالم... إن شاء الله عز وجل"

مجلس قوافل المدينة

فأسس الشيخ مجلساً خاصاً أسماه (مجلس قوافل المدينة) ، هذا المجلس يقوم بتنظيم رحلات دعوية للدعاة إلى الله تعالى في جميع أنحاء العالم، تخرج قوافل المدينة إلى المدن والقرى لنشر تعاليم الدين السمحة، ومن النشاطات التي تقوم بها:

  • تعليم كيفية تلاوة القرآن الكريم.
  • تعليم سنن الحبيب المصطفى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.
  • تعليم أحكام العبادات التي ينبغي على كل مسلم أن يعرفها.
  • الاعتكاف في المساجد ودعوة الناس له.
  • الخروج لدعوة الناس في الحي لحضور الصلوات الخمس في المسجد.
  • تشجيع الناس على الإكثار من النوافل وذكر الله تعالى.
  • إلقاءدروس وعظية من رسائل فضيلة الشيخ: محمد إلياس العطار القادري، وغيره من كلام علماء السلف الصالح رحمهم الله تعالى.

إلى ما هنالك من المستحبات والنوافل التي سنها الحبيب المصطفى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، والعلماء الربانيون نفعنا الله بعلومهم...

وإن المتأمل المنصف يرى أن هذه النشاطات ما هي إلا إحياء لسنن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في الدعوة إلى الله، فيها كل الخير للناس عامة، تظهر مدى سماحة هذا الدين العظيم، ومدى أهمية وحدة أبناءه، لذا ندعوكم أحبتي لخوض هذه التجربة الرائعة، للخروج مع قوافل المدينة للدعوة إلى الله تعالى، وثقوا تماماً أنكم ستسرون جداً وتشعرون بالراحة والسكينة قد تنزلت عليكم ببركتها، وبهذا تكونون قد أطعتم الحبيب المصطفى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الذي قال:

((بلغوا عني ولو آية)).

نسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يوفقنا للخروج في سبيل الله مع قوافل المدينة، وأن يثبتنا على طاعته، ويكرمنا بالالتزام بسنن الحبيب صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قولاً وفعلاً واعتقاداً، إنه سميع قريب مجيب،

وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

تعليقات



رمز الحماية