عنوان الكتاب: الجني في صورة الحية

حلة من جوهر، وعلى رأسه تاج من ياقوت، وفي يده أساورة من ذهب، وفي رجليه نعلان من ذهب، ويده اليمنَى لا تطيعه، فقلت: ما هذا؟ قال: هذه اليد التي رميتك بها، فهل أنت غافر لي ذلك؟ فقلت: نعم، قال: فاسأل الله تعالى أن يردّها عليّ، فوقفت أسأل الله تعالى في ذلك، فأمن خمسة آلاف من أولياء الله تعالى في قبورهم، وسألوا الله تعالى أن يقبل مسألتي فيه، وتشفعوا عندي في تمام المسألة فما زلت أسأل الله عزّ وجلّ في مقامي ذلك حتّى ردّ الله تعالى يده عليه، وصافحني بها وتَمّ سروره، فلمّا اشتهر هذا القول بـ"بغداد" اجتمع المشايخ والصوفية من أهل "بغداد" من أصحاب الشيخ حماد الدباس ليطالبوا الشيخ عبد القادر بتحقيق ما قال في الشيخ حماد، وتبعهم خلق كثير من الفقراء وأتوا إلى المدرسة، فلم يتكلّم منهم أحد إجلالاً للشيخ، فناداهم بمرادهم وقال لهم: اختاروا رجلين من المشايخ يتبين لكم ما ذكرته لكم عن لسانهما، فاجتمعوا على الشيخ أبي يعقوب يوسف بن أيوب بن يوسف الهمداني، وكان يومئذ قد ورد إلى "بغداد"، والشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن شعيب بن مسعود الكردي، وكان مقيماً بـ"بغداد" رضي الله عنهما، وكانا من ذوي الكشف الخارق، والأحوال الفاخرة، وقالوا له: أمهلناك في بيان ذلك عن لسانهما جمعة فقال لهم: بل ما تقومون من مقامكم حتّى يتحقّق لكم هذا الأمر، وأطرق وأطرقوا، فصاح الفقراء من خارج المدرسة،


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

24