عنوان الكتاب: الجني في صورة الحية

وماله في كلّ حال وحين. [٦] والمريد إذا عثر على شيء من الأمور التي تصدر من الشيخ وتخالف الظاهر، وبعُد الشيخ في ظاهر الأمر عن الحقّ بعداً بيّناً كبعد الليل من الفجر، قال المريد في نفسه: إنّ للشيخ في ذلك وجهاً مستقيماً، ويحسن الظنّ به؛ لأنّ الشيخ لا يتصرّف إلاّ عن إذن وبصيرة، ولا يعترض عليه، فإنّ الاعتراض على الشيخ ضامن لتشتيت المريد عن ربّه ودينه، ويتأكّد عليه: أن يعلمه خطأ فهمه. [٧] وإن رأى غيرَ شيخه يطير في الجوّ لا يبايع على يدي الغير بل عليه أن يرى البيعةَ على يدي الغير ناراً. [٨] ولا ينطق عند شيخه. [٩] ولا ينظر في حضرة الشيخ إلى غيره، ولا يلتفت إلى غيره. [١٠] فإن سأل الشيخُ عن شيء فلا يعدل عن الجواب الذي تدعو إليه الحاجة إلى الإكثار والتطويل، فإنّ ذلك يزيل هيبة الشيخ. [١١] ويعظّم ملابس الشيخ، ومجلسه، وأولاده، وبيته، وحيّه وبلده. [١٢] وإن أمَر الشيخُ فلا يقل: "لِم"، ولا يتأخّر في امتثال أمره. [١٣] ولا يقعد على مقام الشيخ ولو كان غائباً. [١٤] ولا يتزوّج امرأةَ الشيخ بعد موته. [١٥] ويدعو الله بسلامته وحياته إن كان حيّاً، ويستغفر الله تعالى له ويهدي إليه الثواب في كلّ يوم إن كان ميتاً. [١٦] ويحبّ من أحبّ شيخَه ويبغض من أبغض شيخه، ويجعل صديق الشيخ صديقه وعدوّ الشيخ عدوّه، بل يرجّح علاقةَ شيخه على جميع الخلائق بعد الله ورسوله صلّى الله تعالى عليه وسلّم، فإذا وصل


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

24