عنوان الكتاب: علاج الذنوب

من يحجّ البيت؟

أيها المسلمون! توبوا إلى الله تعالى من قبل أن يقول أحدكم: إنّي كنتُ مستمرّاً في الغفلة واقتراف المنكرات حتّى إذا كان أحد الإخوة الدعاة يدعوني إلى إعفاء اللحية قلتُ له: أعفي اللحية في مكة المكرمة إن وفَّقنِي الله للحجّ ولكن ما علمتُ أنّي أموت قبل الحجّ.

وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: لما فرغ إبراهيمُ على نبينا وعليه الصلاة والسلام من بناء البيت، قال: ربّ! قد فرغت، فقال: ﴿وَ اَذِّنۡ فِی النَّاسِ بِالْحَجِّ [الحج: ٢٢/٢٧]. قال: ربّ! وما يبلغ صوتي؟ قال: أذِّن وعليّ البلاغ، قال: ربّ كيف أقول؟ قال: قل: يا أيّها الناس كتب عليكم الحجّ حجّ البيت العتيق فسمعه من بين السماء والأرض، ألا ترى أنّهم يجيئون من أقصى الأرض يلبّون([1]).

أيها المسلمون! لا يدري إنسان أنّه ممن سبق في علم الله أن يحجّ، وإن حجَّ أحدُكم البيت وأعفَى اللحية فلا يسلم من إثم حلق اللحية إلى الحجّ فيجب عليه أن يعفي لحيته ولا يرقب الحجّ، وإنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ((خالفوا المشركين: وفّروا اللحى وأحفوا الشوارب))([2]).

 



([1]) أخرجه الحاكم في "المستدرك"، ٣/١٤٧، (٣٥١٥).

([2]) "صحيح البخاري"، كتاب اللباس، باب تقليم الأظفار، ٤/٧٥، (٥٨٩٢).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30