عنوان الكتاب: علاج الذنوب

وكلّ ما في الأرض من رزقه؟ قال له: يا هذا! أفيحسن أن تأكل رزقه وتعصيه؟ قال: لا، هات الثانية! قال: وإذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئاً من بلاده. قال الرجل: هذه أعظم من الأولى! يا هذا! إذا كان المشرق والمغرب وما بينهما له، فأين أسكن؟ قال: يا هذا! أفيحسن أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه؟ قال: لا، هات الثالثة! قال: إذا أردت أن تعصيه وأنت تحت رزقه وفي بلاده فانظر موضعاً لا يراك فيه مبارزاً له فاعصه فيه قال: يا إبراهيم! كيف هذا وهو مطّلع على ما في السرائر؟! قال: يا هذا! أفيحسن أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه وهو يراك ويرى ما تجاهره به؟! قال: لا، هات الرابعة! قال: إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فقل له: أخّرني حتّى أتوب توبةً نصوحاً وأعمل لله عملاً صالحاً. قال: لا يقبل منّي، قال: يا هذا! فأنت إذا لَم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب وتعلم أنّه إذا جاء لَم يكن له تأخير فكيف ترجو وجه الخلاص؟! قال: هات الخامسة! قال: إذا جاءتك الزبانية يوم القيامة ليأخذوك إلى النار فلا تذهب معهم، قال: لا يدعونني ولا يقبلون منّي، قال: فكيف ترجو النجاة إذاً؟! قال له: يا إبراهيم! حسبي حسبي! أنا أستغفر الله وأتوب إليه ولزمه في العبادة حتّى فرق الموت بينهما([1]).

 



([1]) "كتاب التوابين"، توبة شاب مسرف على نفسه... إلخ، صـ٢٨٥.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30