عنوان الكتاب: عجز الميت

أَيُّهَا الْمُسلِمُون ! إِنَّ كُلَّ مَيِّتٍ فِي الْحَقِيْقَةِ دَاعِيَةٌ كَبِيْرٌ فَإِنَّهُ يَقُولُ لَنَا صَارِخًا: أَيُّهَا الْمُتَخَلِّفُونَ فِي الدُّنْيا! إِنَّكُمْ سَتُفَارِقُونَهَا كَمَا فَارَقْتُها وسَتُدْفَنُونَ كَمَا أُدْفَنُ تَحْتَ التُّرَابِ فَلْتَسْتَعِدُّوا لِلآخِرَةِ ، وعَنْ سَعِيْدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ رضي الله تعالى عنه قالَ: دَخَلْنَا مَقَابِرَ الْمَدِيْنَةِ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ تعالى وَجْهَهُ فَنادَى: يَا أَهْلَ الْقُبُورِ ! اَلسّلامُ عَلَيْكُم ورَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ تُخْبِرُونَا بِأَخْبَارِكُم أَمْ تُرِيْدُونَ أَنْ نُخْبِرَكُم ؟ قالَ: فَسَمِعْنا صَوْتًا مِنْ دَاخِلِ الْقَبْرِ: وعَلَيْكَ السّلامُ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! أَخْبِرْنَا عَمَّا كانَ بَعْدَنَا ، فَقالَ عَلِيٌّ: أَمَّا أَزْوَاجُكُمْ فَقَدْ تَزَوَّجْنَ وأَمَّا أَمْوالُكُمْ فَقَدْ اُقْتُسِمَتْ وَالأَوْلادُ فَقَدْ حُشِرُوا فِي زُمْرَةِ الْيَتامَى وَالْبِنَاءُ الَّذِي شَيَّدْتُمْ فَقَدْ سَكَنَهُ أَعْدَاؤُكُمْ ، فَهَذِهِ أَخْبَارُ مَا عِنْدَنَا فَمَا أَخْبَارُ مَا عِنْدَكُمْ ؟ فَأَجابَهُ مَيِّتٌ: قَدْ تَخَرَّقَتِ الأَكْفانُ وَانْتَثَرَتِ الشُّعُورُ وتَقَطَّعَتِ الْجُلُودُ وسَالَتِ الأَحْدَاقُ عَلَى الْخُدُودِ وسَالَتِ الْمَنَاخِرُ بِالْقَيْحِ وَالصَّدِيْدِ ومَا قَدَّمْنَاهُ وَجَدْنَاهُ ومَا خَلَّفْنَاهُ خَسِرْنَاهُ ونَحْنُ مُرْتَهِنُونَ




إنتقل إلى

عدد الصفحات

24