عنوان الكتاب: امتحان القبر

الله: دَخَلتُ على أبي عَبدِ الله بنِ عُمَرَ بنِ الْخَطَّابِ وهو يَتعَمَّمُ فلمَّا فَرَغَ التَفَتَ إليّ فقالَ: أتُحِبُّ الْعِمامَةَ؟ قُلتُ: بلى، قال: فأَحِبّها تَكرُم ولا يراكَ الشَّيطانُ إلاّ وَلَّى، سَمِعتُ رسولَ الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم يَقُولُ: «صَلاةُ تَطوُّعٍ أو فَريضَةٍ بعِمامَةٍ تَعدِلُ خَمْسًا وعِشرِين صَلاةً بلا عِمامَةٍ، وجُمُعَةٌ بعِمامَةٍ تَعدِلُ سَبعِين جُمُعَةً بلا عِمامَةٍ» أيْ بُنَيّ، اعتَمَّ، فإنَّ الْمَلائكَةَ يَشهَدُون يَومَ الْجُمُعَةِ مُعتَمِّين فيُسلِّمُون على أَهلِ العَمائِمِ حتَّى تَغِيبَ الشَّمسُ[1].

إنْ عَقَدتُم العزمَ من الآن على إعفاءِ اللِّحيَةِ وإطالَةِ الشَّعرِ وَفقًا لِلسُّنَّةِ ولُبسِ العِمامَةِ عَمّت اللِّحيَةُ والغَديرَةُ والعِمامَةُ كلَّ مَكانٍ حَسبما أظُنُّ، أيْ: كما يَحلِقُ الكَثِيرُ من الرِّجالِ لِحاهم كذلك يَصيرُ الكثِيرُ مِن الْمُسلِمِين يَعفُون لِحاهم، وتَعُمُّ اللِّحَى والعَمائِمُ والغَدائرُ كُلَّ مَكانٍ إن شاء الله عزّ وجلّ.


 



[1] ذكره ابن عساكر في "تاريخ مدينة دمشق"، ٣٧/٣٥٤.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31