عنوان الكتاب: مختصر المعاني

الكرم والمالِ والنعمةِ (فجَديرٌ بأن يُصفِدَ) أي: يعطي مِن ½أَصْفَدَ¼[1] (لا أن يَصْفِدَ) أي: يُقيِّدَ مِن ½صَفَدَه¼ (أو السائلِ) عطف على ½المخاطَبِ¼ أي: تلقّي السائلِ[2] (بغيرِ ما يَتطلّب بتنزيلِ سُؤالِه مَنزِلةَ غيرِه) أي: منزلة غيرِ ذلك السؤالِ (تنبيهاً) للسائل (على أنه) أي: ذلك الغيرَ (الأَولى بحاله أو المُهمّ له[3] كقوله تعالى: ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ [البقرة:١٨٩]) سألوا عن سبب[4] اختلاف القمر في زيادة النور ونقصانه، فأُجيبوا ببيان الغرض[5] من هذا الاختلاف، وهو أنّ الأهلّة بحسَب ذلك الاختلاف مَعالِمُ[6] يُوَقِّتُ بها


 



[1] قوله: [من ½أَصْفَدَ¼] أي: مأخوذ منه فـ½أصفد¼ يدلّ على الخير لأنه من ½الصَفَد¼ وهو الإعطاء بخلاف ½صَفَدَ¼ فإنه يدلّ على الشرّ لأنه من ½الصِفاد¼ وهو القيد, وهذا عكس ½وَعَدَ¼ و½أَوْعَدَ¼.

[2] قوله: [أي: تلقّي السائل] والفرق بين تلقّي المخاطب وتلقّي السائل أنّ الثاني أخصّ من الأوّل باعتبار أنّ فيه سؤالاً بخلاف الأوّل وأعمّ منه باعتبار أنه لا يشترط فيه حمل الكلام على خلاف ظاهره بخلاف الأوّل. قوله ½أي: ذلك الغير¼ أي: غيرَ سؤاله, فالضمير راجع إلى الغير الثاني لا إلى الغير الأوّل.

[3] قال: [أو المهمّ له] قيل الأولى أن يقول ½أو الأهمّ له¼ ولا يخفى سقوطه فإنّ الفرق بين الأولى والمهمّ هو الفرق بين الأهمّ والمهمّ فالواجب هو المهمّ.

[4] قوله: [سألوا عن سبب إلخ] صيغة الجمع مستعمل في ما فوق الواحد لما روي أنّ معاذ بن جبل وربيعة بن غنم الأنصاري قالا يا رسول الله ما بال الهلال يبدو دقيقاً مثل الخيط ثمّ يزيد حتّى يمتلئ ويستوي ثمّ لا يزال ينقص حتّى يعود كما بدأ, فالسائل اثنان والسؤال بظاهره عن السبب الفاعليّ.

[5] قوله: [فأجيبوا ببيان الغرض إلخ] أي: ببيان الحكمة المترتِّبة على الاختلاف, فلا يرد أنّ زيادة نور القمر ونقصانه من أفعال الله تعالى وهي لا تعلَّل عندنا؛ إذ الشارح شبّه الحكمة بالغرض باعتبار أنّ كلاًّ منهما مترتِّب على الفعل ثمّ أطلق عليها اسم الغرض على جهة الاستعارة.

[6] قوله: [معالمُ] أي: علامات. قوله ½يُوقِّت بها¼ أي: يعيِّن بها الناسُ أمورهم فهو بيان للمواقيت التي باختيارهم والحجّ إشارة إلى المواقيت التي عيّنها الله تعالى للعبادة الوقتيّة. قوله ½وغيرِ ذلك¼ أي: كمدّة الحمل والحيض والنفاس والعدّة, وذلك لأنّ الاختلاف يتحقّق به نهاية كلِّ شهر فيتميّز به كلّ شهر عمّا سواه ويجتمع من ذلك اثنا عشر شهراً هي مجموع العام ويمتاز كلّ واحد عن الآخر باسمه وخاصّته فيتعيّن به الوقت للحجّ والصيام والحرث والآجال وغير ذلك.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471