عنوان الكتاب: مختصر المعاني

التخصيص) أي: بعده[1] (اهتماماً بالمقدَّم) لأنّهم يقدِّمون الذي شأنه أهمّ وهُم ببيانه أعنى[2] (ولهذا يقدَّر) المحذوف (في ½بسم الله¼ مؤخَّراً) أي: ½بسم الله أفعل كذا¼ ليفيد مع الاختصاص الاهتمامَ لأنّ المشركين[3] كانوا يبدؤن بأسماء آلهتهم فيقولون: ½باسم اللات باسم العزّى¼ فقصد الموحِّد تخصيصَ اسم الله بالابتداء للاهتمامِ والردِّ عليهم (وأورِد ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ [العلق:١]) يعني: لو كان التقديم[4] مفيداً للاختصاصِ والاهتمامِ لوجب أن يؤخَّر الفعل ويقدَّم ½باسم ربّك¼ لأنّ كلام الله تعالى أحقّ لرعاية ما تجب رعايته (وأجيب بأنّ الأهمّ فيه القراءة) لأنّها أوّل سورة نَزَلت[5] فكان الأمر بالقراءة أهمَّ باعتبار هذا العارض وإن كان ذكر الله أهمَّ في نفسه هذا جواب[6] جار الله العلاّمة في "الكشاف" (وبأنه) أي: ½باسم ربّك¼ (متعلِّق


 



[1] قوله: [أي: بعده] أي: بعد التخصيص المستفاد من التقديم, وإنما لم يقل: ½غيره¼ مع أنه المراد إشارة إلى تأخّره في الاعتبار عن التخصيص بحسب الرتبة فبعديّة الاهتمام بالنظر إلى أنّ المقصود بالذات هو التخصيص والاهتمام تابع له ومتأخِّر عنه في الاعتبار.

[2] قوله: [وهم ببيانه أعنى] أي: أشدّ عناية أو إرادة ببيان الأهمّ, واعلم أنّ للاهتمام معنيين أحدهما كون المقدَّم ممّا يعتنى بشأنه لشرف مثلاً فيقتضي ذلك تخصيصَه بالتقديم فالموجِب للتقديم في هذا هو نفس الاهتمام, والثاني كون المقدَّم في تقديمه معنى لا يحصل عند التأخير فالموجِب للتقديم في هذا هي الحاجة إلى التقديم للاهتمام بذلك التقديم, فالاهتمام والتقديم متلازمان معلَّلان بعلّة الحاجة.

[3] قوله: [لأنّ المشركين إلخ] علّة للمعلَّل مع علّته. قوله ½فقصد الموحِّد إلخ¼ أي: فقصد الموحِّد بالتقديم تخصيصَ اسم الله بالابتداء أي: قصر الابتداء عليه والاهتمامَ به للردّ عليهم.

[4] قوله: [يعني: لو كان التقديم إلخ] هذا يدلّ على أنه إيراد على قوله ½ويفيد التقديم وراء التخصيص اهتماماً¼. قوله ½أحقّ برعاية إلخ¼ أي: برعاية النكات التي تجب رعايتها في الكلام البليغ.

[5] قوله: [أوّل سورة نزلت] فيه مسامحة إذ الذي نزل أوّلاً على الإطلاق هو أوّلها وهو قوله تعالى: ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ﴾ [العلق:١-٥], وأوّل سورة نزلت بتمامها سورة الفاتحة, وأوّل ما نزل بعد فترة الوحي أوّل سورة المدّثـّر.

[6] قوله: [هذا جواب إلخ] وحاصله أنّ الاهتمام بذكر الله باسمه أمر ذاتيّ والاهتمام بالقراءة أمر عارض من حيث إنّ المقصود من الإنزال الحفظ المتوقَّف عليها فقدّم الاهتمام بحسب العارض على الاهتمام الذاتيّ, ويعلم منه أنّ الأهميّة الذاتيّة إنما تعتبر إذا لم يعارضها مناسبة المقام.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471