عنوان الكتاب: مختصر المعاني

قطع النظر عن الذهن لا بدّ وأن يكون بين هذين الشيئين في الواقع نسبة ثبوتيّة بأن يكون هذا ذاك أو سلبيّة بأن لا يكون هذا ذاك، ألا ترى أنك إذا قلت ½زيد قائم¼ فإنّ نسبة القيام مثلاً حاصلة لزيد قطعاً سواء قلنا إنّ النسبة من الأمور الخارجيّة[1] أو ليست منها، وهذا معنى وجود النسبة الخارجيّة (والخبر لا بدّ له من مسند إليه ومسند وإسناد، والمسند قد يكون له متعلِّقات إذا كان فعلاً أو ما في معناه) كالمصدر[2] واسمي الفاعل والمفعول وما


 



[1]  قوله: [من الأمور الخارجيّة] أي: من الموجودات الخارجيّة بناءً على مذهب الحكماء. قوله ½أو ليست منها¼ أي: ليست من الموجودات الخارجيّة كما هو مذهب أهل السنّة فإنّهم يقولون إنّ الأعراض النسبيّة أمور اعتباريّة لا تحقّق لها في خارج الأعيان بل في خارج الأذهان لأنّ لها تحقّقاً في نفسها لكنها لم تصل لمرتبة المشاهدة بالبصر, ولا يخفى أنّ الموجود في خارج الأذهان أعمّ من الموجود في خارج الأعيان لأنّ الأوّل إمّا أن يصل لمرتبة المشاهدة فيكون موجوداً في خارج الأعيان أيضاً أو لا فيكون موجوداً في خارج الأذهان فقط, ثمّ اعلم أنّ الاعتباريّات قسمان: قسم لا تحقّق له في نفسه بل هو محض

     توهّم يحصل بمجرّد اعتبارِ المعتبِر وفرضِ الفارض, وهذا لا تحقّق له لا في خارج الإعيان ولا في خارج الأذهان, وقسم له تحقّق في نفسه بقطع النظر عن اعتبار المعتبر وفرض الفارض وهذا هو الموجود من الاعتباريّات خارج الأذهان, فإن قيل إذا كانت النسبة أمراً اعتباريًّا على ما يقوله أهل السنّة فما معنى نسبتها للخارج ووصفِه بالوجود في قولهم ½النسبة الخارجيّة موجودة في الخارج¼ أجيب بأنّ المراد بوجودها ثبوتُها وتحقّقُها, والمراد بالخارج الذي نسبت له خارج الأذهان وهو نفس الأمر لا خارج الأعيان, وإلى هذا أشار بقوله ½وهذا معنى إلخ¼, أي: معنى وجود النسبة الخارجيّة تحقّقُها في الواقع بين الشيئين مع قطع النظر عن اعتبارِ معتبِر وفرضِ فارض.

[2]  قوله: [كالمصدر إلخ] تمثيل لـ½ما في معناه¼. قوله ½وما أشبه ذلك¼ كاسم التفضيل والظرف. قوله ½لتخصيص هذا الكلام بالخبر¼ أي: بقوله ½والخبر لا بدّ إلخ¼ لأنّ الإنشاء لا بدّ له أيضاً ممّا ذكر, ويوجّه بأنّ الخبر أعظم شأناً وأكثر أبحاثاً وأوفر نكاتاً وأصل للإنشاء فيجوز أن يخصّص به.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471