عنوان الكتاب: الفتاوى المختارة من الفتاوى الرضوية

نجسين بحيث انتقض بهما كالريح طاهرة عينها وناقض خروجها لانبعاثها من محلّ النجاسة نعم! مسألة الدود والحيّة واضحة الوجه فإنّهما لا يتداخلهما النجاسة وما عليهما قليل فلا ينقضان إلاّ إذا كثر خروجهما من غثيان واحد حتّى بلغ ما عليهما الكثير، إن وقع هذا -والعياذ بالله تعالى- هذا ما اختلج بقلب العبد الضعيف أوّل وقوفي على هذا الكلام ثمّ بعد يومين رأيت العلامة المحقّق إبراهيم الحلبي ذكر في "شرح المنية الكبير" رواية "المجتبى" عن الحسن وأنّه قيل هو المختار ثمّ عقبه بقوله: والصحيح ظاهر الرواية أنّه نجس لمخالطة النجاسة وتداخلها فيه بخلاف البلغم وبخلاف دود أو حية لأنّه طاهر في نفسه ولم تتداخله النجاسة وما يستتبعه قليل لا يبلغ ملأ الفم اﻫ. فهذا عين ما بحثته ولله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، اﻫ. ما کتبت عليه.

وکتبت علی هامش باب الأنجاس[1]: قوله: ما هو الأحسن. أقول: ما هو الأحسن لأنّه خلاف ظاهر الرواية المصحّحة والفتوی متی اختلف وجب المصير إلی ظاهر الرواية. قوله:وقد صحّحه بعد قريب ورقة.أقول: فرق بين ما مرّ عن الحسن وهو الطهارة بدليل عدم انتقاض الوضوء وبين هذا الآتي عن الحسن عن الإمام وهو كونه نجاسة خفيفة وأيّاً ما كان فعلى ظاهر الرواية التعويل كيف وهو الذي يقضي به الدليل وهو الموافق لإطلاق المتون وعامة الشروح والفتاوى في القيء. قوله: لأنّه لم يتغيّر من کلّ وجه.

 أقول[2]: نعم! لكن أو لم يجاور النجاسة الغليظة أو ليس ممّا تتداخله النجاسة، وإذا كان الأمر على هذا وجب كونه نجاسة غليظة فإنّ الغليظة إنّما تورث بجوارها الغلظة دون


 



[1] هامش"الفتح"، صــ۳٥.

[2] تطفل خويدم ذليل على خدام الإمام الجليل صاحب "الهداية".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

135