عنوان الكتاب: الإمام أحمد رضا خان مفخرة الإسلام

وفي باكستان والهند الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يبدأ ويختتم بإنشاد أبيات من السلامية، والنساء بمناسبة المولد الشريف وعيد الفطر والأضحى يجتمعن في بيت إحداهن ليشنفن الأسماع بإنشاد من السلامية..

وبمجرد أن تردد بعض أبيات هذه القصيدة في حشد من المسلمين في باكستان وشبه القارة الهندية حتى تجد الكل هائم في العشق المحمدي والدموع تجري مما تحركه هذه القصيدة في قلوبهم من معانٍ عظيمة ومشاعر رقيقة إجلالاً وتعظيماً وتكريماً وحباً وشوقاً للمصطفى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.

ملامح شخصيته:

كان الإمام أحمد رضا قوي العزيمة، شديد الشكيمة، نَفْسُهُ أَصْلَبُ مِنَ الصَّلْدِ، مع المتطاولين على دين الله، لين العريكة، سهل الخليقة، وَهُوَ أَذَلُّ مِنَ الْعَبْدِ مع إخوانه وأحبابه في الله، وهذا حال المخلصين الصادقين، الذين لا تحركهم حظوظ النفس، ولا شهوات الدنيا، وإنما الذي يبعثهم ويحكم تصرفاتهم ويضبط انفعالاتهم هو الدين..

لا يجامل ولا يداهن في الدين، يُسخر ما أوتي من العلم والمعرفة وقوة الحجة وفصاحة البيان لخدمة الرسالة المحمدية، ويحمل بشدة على المبتدعين الذين أرادوا الإفساد في الدين، فيقول في بداية كتابه في الرد على القاديانية: (فمنهم الأحمدية أو القاديانية، نسبة إلى غلام أحمد القادياني دجال حدث في هذا الزمان، فادعى أولاً مماثلة المسيح، وقد صدق والله..! فإنه مثل المسيح الدجال الكذاب، ثم ترقى به الحال فادعى الوحي وقد صدق والله...! لقوله تعالى في شأن الشياطين (يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ)..[1]، وكان يدعو رؤساء أهل البدع والضلال على اختلافهم وتنوعهم وكثرتهم، وما يجرأ أحد، ويقول في رده على المبتدعين: (وهذا العبد الضعيف بفضل ربه القوي اللطيف، أباً عن جد في خدمة السنة الزهراء، مقيمٌ على المبتدعة الطامة الكبرى، صنف كتباً تزيد على مائتين، ودعا كبراءهم إلى المناظرة لا كرةً ولا كرتين، فما أحار أحد منهم جواباً).[2]


 



[1] (حسام الحرمين على منحر الكفر والمين، صـ٥٣).

[2] (الدولة المكية بالمادة الغيبية، صـ٣٢).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

20