عنوان الكتاب: الإمام أحمد رضا خان مفخرة الإسلام

أين الإمام أحمد رضا خان اليوم؟

كان الإمام رحمه الله محجة طلاب العلم والمريدين والسالكين، فعم خيره وكثرت ثماره، وخلف من بعده جيلاً من العلماء والمرشدين والمربين، الذين استمروا في حمل هذه الراية، فإذا أردت أن تعرف أين الإمام أحمد رضا رحمه الله تعالى فانظر في العلماء الذين تعلموا وتربوا بين يديه، وانظر إلى ما قدموه للدين والأمة، وهذا في الحقيقة أمرٌ لا يمكن حصره، ولكننا سنلفت الانتباه إلى إحدى ثماره الطيبة ألا وهو سيدي الشيخ محمد إلياس العطار القادري حفظه الله تعالى، وقد استمر الشيخ في نصرة الدين وحماية جناب سيد المرسلين وإصلاح أمة المسلمين فبدأ الشيخ حفظه الله نشاطه الدعوي منذ ٣٨ سنة تقريباً، مستمداً من روحانية سلسلة الطريقة القادرية العلية، من الشيخ ضياء الدين المدني، والإمام أحمد رضا والشيخ عبد القادر الجيلاني وهكذا إلى سيدنا ومولانا محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، مخلصاً لله الواحد الأحد الفرد الصمد معتمداً عليه سبحانه، بدأ نشاطه بدعوة الناس إلى الصلاة وملء المساجد، وتحذيرهم من المحرمات والانشغال بالدنيا، وجعل هدفه الأول والأولى والأعلى (إحياء سنن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم) كما كان هذا أول وأهم أهداف الإمام أحمد رضا رحمه الله، وكان الشيخ يسافر في البلاد متنقلاً من بلدة إلى أخرى داعياً إلى الله، وكانت كلماته تخترق القلوب مهما علاها أو غطتها الذنوب، تؤثر فيهم وتجذبهم إلى الحبيب والمحبوب، فكتب الله له القبول في الأرض، وجعل في دعوته البركة، فهوت قلوب الناس إليه، والتفت حوله، وبايعته واندرجت في سلكه، واتبع هذا الداعية الكبير اثنان وعشرة ثم ألف ثم مئات الألوف ثم الملايين والملايين في باكستان وفي مختلف أنحاء العالم، حتى لُقِّبَ بأمير أهل السنة والجماعة، وحُق له هذا الاسم وهذا التكريم، لحرصه الشديد على أهل السنة والجماعة، في إصلاحهم وتعليمهم وتربيتهم، وحفظ عقائدهم حتى تقرَ عينا سيدنا وشفيعنا محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بأمته يومَ القيامة، وحرصه على إحياء سنن الحبيب صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وغرس حبه وحب آل بيته وأصحابه رضوان الله تعالى عليهم في نفوس المسلمين، لقبوه بأمير أهل السنة والجماعة، والله سبحانه يرفع ويعز من يشاء بيده الخير، وهو على كل شيء قدير...


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

20