عنوان الكتاب: قبس من نور (كيف أفهم مشروعية الاحتفال بالمولد)

وسنناقش هذين الاعتراضين، على ضوء ما قرره علماء أهل السنة والجماعة.

قوله في الوسوسة الأولى: (هذه أحداث مردودة وبدعة ضالة، وفعلٌ لم يفعله النبي ولا الصحابة رضي الله عنهم):

والجواب: ينص الحديث الشريف (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) على أنَّ الإحداث في شريعة الإسلام مما ليس منها مردود، ويفهم منه أنَّ ما أُحدث في شريعتنا مما هو منها فهو ليس بمردود، فهناك إحداثٌ مردود وهو ما ليس من الشريعة، وإحداثٌ مقبول وهو الذي يكون من الشريعة، يقول ابن رجب الحنبلي في شرح الحديث:

(فكل من أحدث شيئًا ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه؛ فهو ضلالة، والدين منه بريء...

ويقول: والمراد بالبدعة: ما أُحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، فأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعًا)[1].


 

 



[1] جامع العلوم والحكم الحديث الخامس ص٧٦




إنتقل إلى

عدد الصفحات

52