فعرف رسول الله ﷺ العلامةَ فوثب قائمًا، فبسط رداءه.
ثمّ قال: «اجْلِسِي عَلَيهِ» ورحّب بها، ودمعتْ عيناه ﷺ[1].
ثمّ قال: «سَلِي تُعْطِي وَاشْفَعِي تُشَفَّعِي»[2].
وقال: «إِنْ أَحْبَبْتِ فَأَقِيْمِي عِندَنَا مَحَبَّبَةٍ مُكَرَّمَةٍ، وَإِنْ أَحْبَبْتِ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى قَوْمِكِ وَصَلْتُكِ وَرَجَعْتُ إِلَى قَوْمِكِ».
قالتْ: بل أرجع إلى قومي، فأسلمتْ رضي الله تعالى عنها، فأعطاها رسول الله ﷺ ثلاثة عبيد وجارية وأمر لها ببعير أو بعيرين، وقال لها: «اِرْجِعِي إِلَى الْجَعْرَانَةِ تَكُونِينَ مَعَ قَوْمَكِ، فَأَنَا أَمْضِي إِلَى الطَّائِفْ».
فرجعتْ رضي الله تعالى عنها إلى الجعرانة، ووافاها النبيُّ ﷺ بالجعرانة فأعطاها نُعَمًا وشَاءً[3].
أيها الأحبّة! إنّ إحسان سيّدنا الحبيب المصطفى ﷺ مع أخته مِن الرضاعةكافٍ ليجعل كلَّ أخٍ يدرك: كم تستحقّ الأخوات من الوقت والحبّ وحسن السلوك! وكان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين يعاملون أخواتهم معاملةً حسنةً أيضًا.
صلوا على الحبيب! صلى الله على سيدنا محمد