عنوان الكتاب: حقوق العباد في ضوء السيرة النبويّة

كلّها لأطفالهم وجعل مستقبلهم أفضل قدر ما يستطيعون، ويتحمّلون المعاناة والمشاقَّ قبل ولادة أطفالهم وبعدها، ولا شكّ! أنّ هؤلاء هُم مِنَ العُظماء الّذين وصف سيّدُنا رسولُ الله حقوقهم بنفسه.

الجنّة تحت أقدام الأمّهات

فعن سيدنا مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السَّلَمِي رضي الله تعالى عنه أَنَّ جَاهِمَةَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ وَقَدْ جِئْتُ أَسْتَشِيرُكَ.

فقال : «هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟»

قال: نَعَمْ.

قال: «فَالْزَمْهَا، فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا»[1].

وفي روايةٍ أخرى: عن سيّدنا مالك بن الحويرث رضي الله تعالى عنه قال: قال النبيُّ : «أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام، فقال: يَا مُحَمَّدُ! مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا ثُمَّ دَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللهُ، قُلْ: آمِينَ.

فَقُلْتُ: آمِينَ»[2].

ولذلك يجب علينا أنْ نحترم آباءنا سواء كانت قرابتهم مِنْ كلا الطرفين (مِن أب وأمّ) أو مِن طرفٍ واحد (مِن أب أو أمّ) أو مِن


 

 



[1] "سنن النسائي"، كتاب الجهاد، الرخصة لمن له والدة، ص ٥٠٤، (٣١٠١).

[2] "المعجم الكبير"، من اسمه مالك بن الحويرث...إلخ، ١٢/٦٦، (١٢٥٥١).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

29