عنوان الكتاب: حقوق العباد في ضوء السيرة النبويّة

أيها الأحبة! بحمد الله لقد أخبر الحبيب المصطفى العالَم كلَّه ليس بأوامره المستنيرة فحسب، بل من خلال أفعاله أيضًا عن أهمّيّة حقوق العباد، ومدى التركيز على أداء حقوقهم في الإسلام؛ لتفهم الأمّةُ حقوق بعضهم بعضًا، فتؤدّيها أو تبذل قصارى جهدها في طلب العفو والتسامح، فتعالوا نستمع إلى قصّة إيمانيّة من السيرة النبويّة العطرة:

فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة

عن سيّدنا عبد الله بن عبّاس عن أخيه سيدنا الفضل بن العبّاس رضي الله تعالى عنهم قال: جلس رسول الله على المنبر، فقال: «أمّا بعد أيّها النّاس! فإنّي أحمد اللهَ إليكم الّذي لا إله إلّا هو، ألا فإنّه قد دنا منّي حقوقٌ من بين أظهركم، فَمنْ كنتُ قد جلدتُ له ظهرًا فهذا ظهري فليستقد منه، ومَنْ كنتُ شتمتُ له عرضًا فهذا عرضي فليستقد منه، ومَنْ كنتُ أخذتُ له مالًا فهذا مالي فليأخذ منه، ولا يقول رجلٌ: إنّي أخشى الشحناءَ من قِبَلِ رسول الله ، ألا وإنّ الشحناء ليستْ من طبيعتي ولا مِن شأني، ألا وإنّ أحبّكم إليَّ مَنْ أخذ حقًّا إنْ كان له أو حلّلني فلقيتُ اللهَ تعالى وأنا طيب النفس».

ثمّ قال: «أيُّها الناسُ مَنْ كان عندَه شيءٌ فَليُؤدِّه، ولا يَقُلْ: فُضوحُ الدنيا، ألَا! وإنَّ فُضوحَ الدنيا أيسرُ مِنْ فضوحِ الآخِرَةِ»[1].


 

 



[1] "تاريخ مدينة دمشق"، لابن عساكر، ٤٨/٣٢٣، مختصرًا.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

29