عنوان الكتاب: حقوق العباد في ضوء السيرة النبويّة

تذكّروا أيّها الأحبّة! أنّ الحقوق قسمان:

(۱) حقوق الله.

(۲) حقوق العباد.

وإنّ حقوق الله واجبة علينا؛ لأنّنا عباد الله تعالى، هو خالقنا وربّنا، ولذلك مِن الضروري أنْ نطيع أوامره ونعمل بها، ولكنْ لماذا يجب علينا أداء حقوق العباد؟

لقد أجاب حجّة الإسلام الإمام محمد الغزالي رحمه الله تعالى عن هذا السؤال قائلًا: اِعلَم أنَّ الإنسانَ إمّا أنْ يكونَ وحده أو مع غيره، وإذا تعذّر عيش الإنسان إلّا بمخالطة مَنْ هُوَ مِنْ جِنْسِهِ لَمْ يَكُنْ لَهُ بُدٌّ مِنْ تَعَلُّمِ آدَابِ الْمُخَالَطَةِ، وَكُلُّ مُخَالِطٍ فَفِي مُخَالَطَتِهِ أَدَبٌ[1].

وتبيّن من كلامه رحمه الله تعالى أنّ السبب الأساسي لالتزام حقوق العبادة؛ هو تعايش النّاس فيما بينهم.

أيها الإخوة الأعزّاء! للأسف، أصبح الوضع اليوم حرجًا وخطيرًا للغاية، إنّ حال الكثير من الناس اليوم هو أنّهم يهدرون حقوقَ الآخرين، ويستولون على ممتلكاتهم، ويدوسون كرامتهم ويهتكون حرماتهم ويخدعونهم، ويستغلون بساطتهم بشكلٍّ غير عادل، ويؤذونهم بشتّى الطرق، إذا عقّ الأبناء آباءهم فإنّ الآباءَ يغفلون عن حقوق


 

 



[1] "إحياء علوم الدين"، كتاب آداب الألفة والأخوة والصحبة، ٢/٢٤٠.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

29