عنوان الكتاب: جمال وجه رسول الله ﷺ

كاملًا للخلق ولو برز جماله كما هو للنّاس لم يطيقوا النظر إليه، وذلك لأنَّ القمر يملأ الأرضَ بنوره، ويؤنس كلَّ من يشاهده، وهو يجمع النّورَ من غير أذى، ويتمكَّن من النّظر إليه، بخلاف الشّمس الّتي تغشّي البصرَ فتمنع من تمكّن الرؤية، والتشبيه بالبدر أبلغ في العرف من التشبيه بالقمر[1].

بعض صفات الرسول الجسدية

أيها الأحبة الأكارم! لا يمكننا أبدًا أنْ نؤدّي الوصف الحقيقي لجمال الحبيب المصطفى وصفاته الجميلة وكمالاته وخصائصه، ولكنْ يمكننا أنْ نتبرّك ونتشرّف وننال الرحمات بسماع ما تمّ وصفه به من أعضاء جسده الشريف وحسنه وجماله.

وجهه الشريف : كان رسول الله فَخْمًا مُفَخَّمًا، يَتلَأْلَأُ وجْهُه تَلَأْلُؤَ القمرِ ليلةَ البَدرِ، فكان وجه مظهرًا من مظاهر الجمال الإلهي والأنوار والتّجليّات، قد صيغ بين الاستدارة والاستواء، وبمجرد أنْ رآه سيدنا عبد الله بن سلام رضي الله تعالى عنه قال لَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ[2].


 

 



[1] "شرح الزرقاني على مواهب اللدنية"، المقصد الثالث، الفصل الأول في كمال خلقته وجمال صورته، ۵/۲۴۱.

[2] "سنن ابن ماجه"، كتاب الصلاة، باب ما جاء في قيام الليل، ۲/۱۲۷، (۱۳۳۴).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

24