عنوان الكتاب: تقدير نعم الله وشكره عليها

وأداء الحقّ يزيدان النِّعَم ويُعاقَب العبدُ على كفرانها، ولا تنسوا! أنّ قانون الله جلّ وعلا هذا ليس خاصًّا بالأمم غير المسلمة فحسب بل يشمل كلّ الخلائق حتّى المسلمين إذا تبعوا نفس الطريق، فإنّ الله جلّ وعلا يسلبهم النِّعَمَ أيضًا، فيعانون من الذلّ والهوان كما يعلم جيّدًا الذين يعرفون أسباب صعود المسلمين وانْحطاطهم، وأنّه طالما التزم المسلمون بشكر النِّعَم التي منحها الله تعالى إيّاهم وداوموا عليه بقوا على أوج عظمتهم، ومنذ أنْ تركوا شكر النِّعَم وصرفوا عن أداء حقّها بدأت قوّتهم تضعف وتغلبهم على عدوّهم يتراجع[1].

ما هو شكر الأعضاء؟

حدّثنا محمّد بن هانئ رحمه الله تعالى: عن بعض أصحابه قال: قال رجلٌ لِسيّدنا أبي حازم رحمه الله تعالى: ما شُكرُ العَينَين؟

فقال: إنْ رأيتَ بهما خيرًا أعلَنْتَهُ، وإنْ رأيتَ بهما شرًّا ستَرْتَهُ.

قال: فما شُكرُ الأُذُنَين؟

قال: إنْ سمعتَ بهما خيرًا وعَتْهُ، وإنْ سمعتَ بهما شرًّا دفَنتَهُ.

قال: ما شُكرُ اليدَين؟

قال: لا تأخُذ بهما ما ليس لك، ولا تَمنَع حقًّا للهِ هو فيهما.

قال: وما شُكرُ البطن؟


 

 



[1] "تفسير صراط الجنان"، ۴/۲۷، تصرفًا وتعريبًا من الأردية.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

29